«عباس العقاد» وسر الكوفية وعلاقته بالحرير شائعات لازمت صاحب العبقريات

كتب: أحمد البهنساوى

«عباس العقاد» وسر الكوفية وعلاقته بالحرير شائعات لازمت صاحب العبقريات

«عباس العقاد» وسر الكوفية وعلاقته بالحرير شائعات لازمت صاحب العبقريات

«عباس العقاد» اسم يحمل في ذاته معاني الأدب والثقافة والفكر، وترديده يذكر بسلسلة العبقريات وإسهاماته الأدبية والسياسية، فهو الذي يعتبر نفسه أول موظف يستقيل من وظيفة حكومية ليعمل في الصحافة، «يوم كانت الاستقالة من الوظيفة والانتحار في طبقة واحدة من الغرابة، لأن الوظيفة كانت معيشة وشرفا ومزية اجتماعية» بحسب المذكرات المنسوبة إليه، وهو عضو مجلس النواب المصري، وهو الأديب الذي بارز كبار الأدباء في تاريخ مصر وعاصرهم وتتلمذ على يد بعضهم.

لكن بعيدا عن هذا الوجه المعروف لهذا الكاتب الراحل فإن هناك تفاصيل أخرى لا يعرفها كثيرون عن عباس محمود العقاد، الذي تحل ذكرى وفاته السابعة والخمسين اليوم، إذ ولد في أسوان عام 1889، لأم من أصول كردية، وتوفي في 12 مارس عام 1964، عن عمر ناهز 75 عاما، ولم يتزوج أبدا.

ولقصة عدم زواجه موقفا رد عليه عباس العقاد بنفسه في معرض حديثه عن الشائعات التي حامت حوله، فقيل إنه يهمل زوجته ويتركها تتسكع في الطرقات، فسخر منهم عباس العقاد في مذكراته، قائلا: «لم تكن لي زوجة قط حتى تتسكع في طريق أو في بيت!»، ومن زوجته إلى أمه حيث تردد أن والدته سيدة سودانية اسمها «بخيته السودانية»، الا أنه نفى ذلك أيضا.

سر الكوفية

وقد لازم عباس العقاد ارتداء الكوفية، فمن الصعب وقد يكون من المستحيل أن يجد أحد صورة له لا يرتدي فيها كوفيه، وهي التي كانت مادة لسخرية الصحف، وكشف الكاتب الراحل لغز هذا الموضوع حينما ذكر أن حنجرته تعرضت لوعكة صحية خطيرة، شفي منها بمعجزه إلهية، فما كان من الأطباء الا أن ألزموه بارتداء «الكوفية» في الشتاء والصيف.

اسم العائلة والحرير

وبخصوص اسم «العقاد» فلم يكن اسم العائلة، حيث نسب لعباس العقاد في مذكراته قوله «هل يعرف أحد من أين لي باسم العقاد، فيذكر أن جد جده لأبيه كان من أبناء دمياط، وكان يشتغل بصناعة الحرير، ثم اقتضت متطلبات العمل أن ينتقل إلى المحلة الكبرى، ويتخذها مركزا لنشاطه، ومن هنا أطلق عليه الناس اسم (العقاد) أي الذي يعقد الحرير».

وقد ولد مع عباس العقاد في نفس العام كل من «طه حسين، والفيلسوف الفرنسي جابريل مارسيل، ونهرو، وهتلر، وتشارلي شابلن»، وبعد أن تلقى مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن، التحق بمدرسة أسوان الابتدائية، وتخرج فيها عام 1903.

حكاية العقاد مع الصحافة

ومن المعلومات المذكورة عن العقاد أيضا أنه سافر إلى القاهرة عام 1904 للتقديم في أحد الوظائف التي أعلنت عنها الحكومة، والتحق بأحد الوظائف بمحافظة قنا، قبل أن ينقل إلى الزقازيق، وبدأ يكتب في أكثر من صحيفة تصدر في القاهرة، منها «الجريدة» التي كان يشرف عليها أحمد لطفي السيد، وكتب فيها مقالا بعنوان «الاستخدام رق القرن العشرين»، و«المؤيد»، و«اللواء» التي نشر أول قصيدة شعرية بها، كما عمل عباس العقاد في تحرير جريدة الدستور بعد ترك الوظيفة الحكومية، لكنها توقفت سنة 1909 بسبب ضائقة مالية، ثم اشترك في تحرير مجلة «البيان» قبل أن يلتحق بالعمل في جريدة «الأهرام».

صيحة مجلس النواب

ومن الصحافة إلى السياسة فقد انتخب عباس محمود العقاد عضوا بمجلس النواب، وحينما أراد الملك فؤاد إسقاط عبارتين من الدستور تنص إحداهما على أن الأمة مصدر السلطات، والأخرى أن الوزارة مسئولة أمام البرلمان، صاح العقاد صيحته المشهورة داخل المجلس عام 1930 قائلا «إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد، يخون الدستور ولا يصونه»، وهي الصيحة التي سجن بسببها 9 أشهر بتهمة العيب في الذات الملكية.


مواضيع متعلقة