في ذكراه.. تعرف على قصة البابا قسما الثالث.. البطريرك الـ58 للكنيسة

كتب: مصطفى رحومة:

في ذكراه.. تعرف على قصة البابا قسما الثالث.. البطريرك الـ58 للكنيسة

في ذكراه.. تعرف على قصة البابا قسما الثالث.. البطريرك الـ58 للكنيسة

يحيي الأقباط الأرثوذكس، اليوم الجمعة، ذكرى وفاة البابا قسما الثالث، البطريرك الثامن والخمسين في تعداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذي توفي في مثل هذا اليوم عام 932 ميلاديا، الموافق 648 قبطيا، وذلك بحسب السنكسار الكنسي الذي يقرأ في صلوات الأقباط داخل الكنائس القبطية الأرثوذكسية والمقسم طبقا للتقويم القبطي، الذي يوافق اليوم 3 برمهات لسنة 1737 قبطيا.

البابا قسما الثالث.. أسمه الأصلي قزمان

ويذكر كتاب السنكسار، أنه في مثل هذا اليوم، توفي البابا قسما الثالث، البطريرك الثامن والخمسين في تعداد بطاركة الكرازة المرقسية، مشيرا إلى أن هذا البطريرك كان اسمه الأصلي «قزمان»، ونبغ في الأسفار الإلهية والعلوم الكنسية منذ صغره، فأجمعوا على اختياره بطريركاً خلفاً للبابا غبريال الأول، وكرسوه بالإسكندرية يوم 4 برمهات 636 قبطيا الموافق  920 ميلاديا.

قصة البابا قسما الثالث وملوك الحبشة

وأضاف السنكسار، أن هذا البطريرك أقام على الكرسي البابوي بالطهارة والعفاف، واهتم بالفقراء والمساكين، وتعليم الشعب وتشييد الكنائس، وأقام أساقفة للإيبارشيات الخالية، ومن بينهم الأنبا بطرس مطران الحبشة، الذي أستحضره ملك الحبشة حينما شعر بدنو أجله، ورفع التاج عن رأسه وسلمه للمطران مطالبه بأنه بعد وفاته أن يضع التاج فوق من يصلح من ابنائه للحكم، ولما توفي الملك رأى المطران والوزراء أن الابن الأصغر أصلح للملك، فألبسوه التاج، وحدث بعد قليل أن وصل إلى إثيوبيا راهب من دير الأنبا انطونيوس اسمه «بقطر»، ومعه رفيق له اسمه «مينا»، وطلبا من المطران مالًا فلم يعطهما، فأغواهما الشيطان ليدبرا مكيدة ضده، فلبس أحدهما زى الأساقفة ولبس الآخر زى تلميذ له، وزورا كتابا من البطريرك إلى رجال الدولة يقول فيه «بلغنا أنه قد حضر عندكم إنسان ضال اسمه بطرس، وادعى أننا أوفدناه مطرانًا عليكم وهو في ذلك كاذب. والذي يحمل إليكم هذا الكتاب هو المطران الشرعي مينا. وقد بلغنا أن بطرس المذكور قد توج ابن الملك الصغير دون الكبير، مخالفًا في ذلك الشرائع الدينية والمدنية، فيجب حال وصوله أن تنفوا كلا من المطران والملك، وأن تعتبروا الأب مينا حامل رسائلنا هذه مطرانًا شرعيا. وتسمحوا له أن يتوج الابن الأكبر ملكًا". وقدم الراهبان الكتاب لابن الملك الأكبر، فلما قرأه جمع الوزراء وأكابر المملكة وتلاه عليهم. فأمروا بنفي المطران بطرس، وأجلسوا مينا مكانه وبقطر وكيلًا له ونزعوا تاج الملك من الابن الصغير وتوجوا أخاه الكبير بدلًا منه، غير أنه لم تمض على ذلك مدة حتى وقع نفور بين المطران الزائف ووكيله الذي انتهز فرصة غياب مطرانه، وطرد الخدم، ونهب كل ما وجده، وعاد إلى مصر. ولما وصلت هذه الأخبار إلى البابا أرسل كتابًا إلى أثيوبيا بحرم مينا الكاذب، فغضب الملك على مينا وقتله، وطلب المطران بطرس من منفاه فوجده قد توفي، ولم يقبل البطريرك أن يرسم لهم مطرانا عوضه، وهكذا فعل البطاركة الأربعة الذين تولوا الكرسي البابوي بعده.

وأوضح كتاب السنكسار، أنه في أيام البابا قسما، حدثت بعض الاضطرابات بسبب دخول الفاطميين إلى مصر، مما أدى إلى حدوث مجاعات وسلب ونهب وقتل، ولم يجد هذا البابا وسيلة أمامه غير الصلاة والصوم وافتقاد شعبه وتعزيته، ومن كثرة نسكه والحزن الذي أصابه ضعف جسده، فتوفي بعد أن قضى على الكرسي البابوي نحو اثنتي عشرة سنة، ودفن في دير أبو مقار بوادي النطرون.


مواضيع متعلقة