«ندهته النداهة».. طبيب أسنان يُسحر بفن التجسيم: «وارد أسيب شغلي عشانه»

«ندهته النداهة».. طبيب أسنان يُسحر بفن التجسيم: «وارد أسيب شغلي عشانه»
في تراثنا المصري، تنتشر وتُتداول دائما قصص وحكايات عن أسطورة «النداهة»، التي يظنون بأنها امرأة في غاية الجمال، تظهر ليلا لشخص ما، وتجذبه بجمالها الساحر، فيذهب خلفها مسحورا، دون أي حسابات أو تدخل لعقل هذا الشخص، فلا أحد يعرف أين ذهب وقتها، ولا أحد يستطيع أن يضع أي تفسيرات منطقية لحالة السحر تلك، وهذا ما حدث في حكاية الدكتور محمد حسن، طبيب الأسنان، الذي ظهرت «نداهته»، وسحرته بجمالها، لكنها لم تكن امرأة، بل كانت عبارة عن «فن التجسيم».
طبيب الأسنان، المشهور بـ«مرعي» وسط أقاربه وأصدقائه ومعارفه، يقول لـ«الوطن»، إن حكايته بدأت مع الفن منذ زمن، حيث اكتشف مبكرا حبه وشغفه بالرسم والنحت، لكن الأمر لم يكن يتعدى الهواية، التي قد تأخذ بعضا من وقته، بسبب وقت مذاكرته، إلى أن بدأ التركيز على فن التجسيم باستخدام السلك المعدني منذ عام تقريبا، محاولا أن يراضي شغفه به، وفي نفس الوقت يقدم إبداعات فيه، تلقى إعجاب الناس.
«كل الفنانين يعلمون جيدا أن الموهبة وحدها لا تكفِ لتصل إلى ما تريد، إذ يجب أن يصاحب ذلك ساعات كثيرة من التعلم والدراسة، حتى تصل إلى نتيجة مرضية»، هكذا يقول صاحب الـ31 عاما، لافتا إلى أن «الموضوع بدأ بأنني شوفت فنانين عالميين بيعملوا النوع ده من الفن وبدأت أحاول ولسه مكمل إن شاء الله، وبحاول أطور أكتر».
طبيب أسنان، يعني أن مجموعه بالثانوية العامة تخطى حاجز الـ98%، وجاء نتيجة مجهود كبير ووقت مضاعف في المذاكرة، على مدار عامين (وقت أن كانت الثانوية العامة عامين)، ومن بعد ذلك آلاف أخرى من نفس الساعات، حتى يستطيع أن يحصل على شهادة تخرج، تتيح له ممارسة طب الأسنان، ولا يقف الأمر عنذ هذا، إذ إن هناك مرحلة أخرى من العمل الشاق، حتى تحقق عيادته التي افتتحها بالإسكندرية، شهرة ونجاحا بين زملائه بنفس مجال العمل، وهذا كله ما كان يمنع «مرعي»، من السعي وراء شغفه خلال كل هذا الوقت.
ويوضح طبيب الأسنان الفنان، أن توفير الوقت اللازم كان أكثر صعوبة تواجهه، مضيفا: «الوقت بس لأني مش متفرغ للموضوع وبادرس ماچستير في جامعة الاسكندرية، أنا مقتنع إن الفن لازم تديله وقتك كله مينفعش يبقي حاجة جانبية علشان تقدر تنجح فيه».
ورغم كل هذا النجاح الذي حققه «مرعي»، على مستوى طب الأسنان، يكشف أنه لا يمانع في الاكتفاء بفن التجسيم فقط، والابتعاد عن مزاولة مهنة الطب، معترفا: «ممكن أسيب مهنة الطب وأركز على الفن، ممكن ده يحصل، بالتدريج طبعا، بس وارد جدا لأن دي هوايتي من قبل ما ادخل الكلية وكنت حابب أدخل فنون جميلة بس طبعا بنقرر وإحنا صغيرين جدا، وبنكون متأثرين بالكلام بتاع الفن مش بيجيب فلوس وكده».
الدخل المادي الكافي، أحد الأحلام بالطبع التي يرغب في تحقيقها أي فنان من فنه، لكن في حالة طبيب الأسنان، فالأحلام أكبر وأوسع من ذلك فقط، بعض الشيء، معربا عن حلمه: «بحلم إني أبقي مميز فيه عالميا، إن شاء الله، وإني أظهر الفن ده أكتر، هنا في مصر».