من أقدم محل سن سكاكين ببني سويف.. «إبراهيم» يقاوم انقراض مهنة أجداده

كتب: عمرو رجب

من أقدم محل سن سكاكين ببني سويف.. «إبراهيم» يقاوم انقراض مهنة أجداده

من أقدم محل سن سكاكين ببني سويف.. «إبراهيم» يقاوم انقراض مهنة أجداده

أكثر من مائة عام في سن السكاكين، حيث مازال الحجر الصوان يحاول مقاومة انقراضه أمام الأجهزة الحديثة، هنا يصر «إبراهيم» على إعادة إحياء مهنة أجداده، والدفاع عنها أمام كل ما تتعرض له المهنة من تراجع ومحاولات لطمس تاريخها، بدايةً من «أسن سكين.. أسن مقص»، تلك الجملة التي تتردد في الشوارع بواسطة اشخاص يعملون على سن السكاكين، وصولاً إلى أجهزة كهربائية تستخدم بديلة عن الحجر الصوان في السن.

داخل أقدم محل لسن السكاكين بمدينة بني سويف، يكاد يكون الأقدم في المحافظة ككل، يقف «إبراهيم محمد إبراهيم»، يومياً من التاسعة صباحاً وحتى السابعة مساءً، محافظاً على مهنة أجداده، حيث تحدث لـ«الوطن» قائلاً: «عمري 42 سنة، أمضيت معظم حياتي داخل هذا المحل، تعلمت الصنعة من والدي، وهو تعلمها من والده، نتوراث المهنة أباً عن جد، نحن في هذا المحل منذ أكثر من 100 عام، ولا أعرف لي مهنة أخرى».

مهنة شاقة تتطلب من صاحبها الوقوف دائماً والتركيز، لأنه يتعامل مع أدوات حادة، رغم ظهور أجهزة أكثر تطوراً تساعد صاحب تلك المهنة على نيل قسط من الراحة، إلا أنه قال: «مينفعش نستخدم الأجهزة الجديدة دي، لأننا هنا بنشتغل على الحجر، وده له زبون معين، وبخاصة طائفة الجزارين، الذين يأتون إلينا خصيصاً لسن أدواتهم على الحجر، لأنه يعطي نتيجة مذهلة في السن عن الأجهزة المتطورة، والتي قد تنفع لسكينة منزل أو مقص، وده جايز يكون سبب كبير لاستمرار مهنتنا حتى الآن، ومقاومتها للانقراض».

وقال إن عملية السن تحتاج إلى تركيز شديد، وثبات في اليد، أثناء وضع السكين على القرص الحجري، والقيام بإدارته ووضع السكين عليه، وفي الوقت الذي يدور القرص أسفلها، يحدث أحتكاك بينهما، ما ينتج عنه شرارات من النار، قد تصيب العامل في عينيه، أو في يده، إن لم يكن منتبهاً.

وأضاف أنه «رغم ذلك نستطيع القول إن لكل سكين طريقة في السن، تتناسب مع طبيعة الشيء الذي تستخدم في تقطيعه، لأن الموضوع مش سكينة مطبخ وخلاص، وكل واحدة وليها شكل واستخدام وماسكة أيد معينة، وفي ظل ذلك نتعامل مع ربات بيوت وجزارين وشيفات وخياطين وبائعي الأقمشة، وغيرهم من أصحاب الحرف».

وعن أسعار السن هذا العام، قال «إبراهيم» إن الأسعار تختلف حسب نوع السكين، وطول الجزء المسنون، وهي بشكل عام تبدأ من جنيهين ونصف حتى 10 جنيهات، وذلك وفقاً لاختلاف الحجم وطريقة السن.


مواضيع متعلقة