دروس من «الإسراء والمعراج»: رحلة ربانية تلهمنا في حياتنا اليومية

كتب: إسراء سليمان

دروس من «الإسراء والمعراج»: رحلة ربانية تلهمنا في حياتنا اليومية

دروس من «الإسراء والمعراج»: رحلة ربانية تلهمنا في حياتنا اليومية

جاءت رحلة الإسراء والمعراج مليئة بالآيات والمعاني والعبر والدروس المستفادة التي  نستغلها في حياتنا العملية واليومية حتى نخرج من الكروب وتفريج الهموم التي يتكبد بها الإنسان  في حياته، وأكد علماء ورجال الدين، رحلة الاسراء  والمعراج ، هي رسالة لكل مكروب ودليل قاطع على قدرة الله عز وجل  التي تفوق الحدود ، كما أن الله هو الملاذ والوحيد للإنسان ويسمع شكواه في السراء والضراء، ومحاربة اليأس وأن معجزة الإسراء والمعراج تؤكد مكانة القدس والمسجد الأقصى، التي تدخل في عقيدة المسلمين.

وقال الدكتور عادل أبو العباس أحد علماء الأزهر، إنَّ رحلة الإسراء والمعراج جاءت تكريما من الله لنبيه، مؤكد أن هذه المعجزة جمعت النبي بسائر الأنبياء بعد أن أحياهم الله بأجسادهم وصلى بهم النبي وفيها جدد العهد، مشيرا إلى أنَّ ذلك يرجع لعالمية الرسالة المحمدية وعالمية الدين الإسلامي، وتضرع هاشم في نهاية كلمته إلى الله أن يفك أسر المسجد الأقصى وينصر المسلمين

محاربة اليأس

وأكّد أنَّ من الدروس المستفادة من تلك المعجزة أن نحارب اليأس مهما اشتد ولنعلم أن الحق ستعلو رايته مهما كان، وعلى الأمة أن تلجأ إلى ربها وقت الشدة والرخاء، ودعا الأمة إلى نصرة المسجد الأقصى وتطهيره من أيدى الأعداء، مشيرا أن الأقصى لن يعود إلى المسلمين مادام الخلاف هو السائد بين المسلمين، داعيا العالم الإسلامي لنبذ الخلافات وأن تقوم الدول الإسلامية بوضع يدها في يد مصر والعمل على استرجاع بيت المقدس المسجد الأقصى إلى أحضان الأمة العربية.

عقيدة المسلمين

وقال الدكتور محمد البشاري، أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي وعميد معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية، إنَّ معجزة الإسراء والمعراج تؤكد مكانة القدس والمسجد الأقصى بأنها تدخل في عقيدة المسلمين حيث أن الله تبارك وتعالى اختار أن يكون الإسراء برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من مكة إلى أرض القدس في المسجد الأقصى ليكون وصلاً للحاضر والماضي وتقديراً لمنزلة هذه البقعة المباركة. قال تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا أنه هو السميع البصير).

وأضاف أنَّ القدس قبلة المسلمين الأولى، حيث  تحتل القدس في وعقل وحس المسلمين ووعيهم وفكرهم الديني أنها هي القبلة الأولى التي ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتوجهون إليها في صلاتهم منذ فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج في السنة العاشرة للبعثة على مدى ستة عشر أو سبعة عشر شهراً ليتحول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأمر رباني إلى الكعبة في قوله تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون.

مكانة القدس

وتابع أنَّ القدس تحتل مكانة محورية في فكر وأفئدة الأمة الإسلامية فهي قبلة القلوب إليها تهفو النفوس ويتحرك الوجدان وفيها يسكن التاريخ ويتحدث الزمان بلغة عربية فصيحة وفيها تسكن الحضارة والمحبة والآخاء التي جاء بها الأنبياء مع رسالات السماء السمحاء، كما أن القدس تعتبر ثالث المدن المقدسة في العقيدة الإسلامية من حيث مكانتها القدسية فمرتبتها الثالثة في شد الرحال إليها كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا، لافتا إلى أن وجه الدلالة من هذا الحديث واضحة في أهمية زيارة القدس على الدوام في كل أحوالها فإن أمر الشارع بشد الرحال إليها مع ما في تَجشُم ذلك من المشقة وبذل النفقة وتوقع الهلكة في السفر دليل على أولوية ذلك في تحقيق مقاصد الشريعة وتطبيق مراد الله تعالى في مقدساته وبيوته.

أهل الاختصاص

وتابع: «مع كل ذلك ينبغي التأكيد على قضية مهمة وهي أن أهل الاختصاص والمشتغلين بالعلم الشرعي هم الأولى لبيان شرعية الزيارة من خلال ضبط الضوابط وبيان المقاصد والتأصيل الفقهي، ولابد أن يصدر رأياً شرعياً تأصيلياً فقهياً من مجمع الفقه الإسلامي الدولي لينهي الجدل في هذا الموضوع ويغلق الباب أمام الاختلاف وتبني مشروعية الزيارة بوضوح بالأدلة الشرعية والمصالح المرعية من الكتاب الكريم والسنة النبوية القولية والفعلية والتقريرية وفعل الصحابة وإجماع الأمة القولي والفعلي ودحض كل شبهة تثار في هذا الصدد، وبيان المقاصد الشرعية ومراد الله تبارك وتعالى في مقدساته».


مواضيع متعلقة