رأى النور بعد رحيلها.. «طبق كنافة» يجلب 128 ألف دعوة رحمة لـ«أم هاجر»

رأى النور بعد رحيلها.. «طبق كنافة» يجلب 128 ألف دعوة رحمة لـ«أم هاجر»
الليل حل بهدوئه على منزل العائلة بالقاهرة، الأسرة تجمعت بعد العشاء والتفت حول التلفاز لمشاهدة مسلسلها الدرامي المفضل، لتفاجئهم الأم بطبق كبير من حلوى الكنافة بالقشدة، على طريقتها الخاصة، سعدوا بها كثيرًا، حتى أن أحد الأبناء صورها ووعدها أن ينشرها على أحد الجروبات الخاصة بالطعام، ليراها عدد كبير من الناس، فكانت أمنية الأم أن تنال إعجاب من يراها وتشتهيها أنفس الجميع حتى يجبر بخاطرها، ولم تكن تعلم أن ما تمنته سيحدث ولكنها ستكون في دار الحق ولن تدرك أيا من تلك الإشادات.
أمنية الأم البسيطة تلخصت في أن يعجب نحو 5 آلاف شخص بالحلوى التي صنعتها بيدها، رأت في ذلك دفعة كبيرة لها وكلمة شكر دافئة على ما تفنيه من مجهود لإسعاد أبنائها، ولو أن دافعها الأكبر هو حبهم لها، ورغبتها في «تحلية بوقهم»، حسبما أوضحت ابنتها هاجر يسري.
الابنة الشابة سعت لتلبية رغبة والدتها وإسعادها، فصورت «الكنافة» ونشرتها على أحد الجروبات الشهيرة بالطعام، في شهر فبراير من العام الماضي، وانتظرت أن يقبل مسؤول الجروب منشورها الذي صحبته بتعليق كوميدي قائلة، «ماما بتسلم عليكم وبعتالكم الكنافة دي وبتقولكم ياكش تجيب 5k تفتخر بيهم قدامنا في البيت».
مسؤولو الجروب لم يقبلوا منشور «هاجر» سوى في شهر نوفمبر، أي بعد 9 شهور من الواقعة، لتنشر الصورة على الجروب مصحوبة بالتعليق ذاته، وسط ثناء كبير من أغلب المعلقين على الحلوى، فيما يسأل البعض عن طريقة عملها ومكوناتها، لتستيقظ الفتاة من نومها على إشعارات كثيفة بهاتفها نتيجة نشر صورة حلوى والدتها، ولكن لم تتمكن من إخبارها بذلك: «للأسف جت بعد فوات اأآوان وقتها كانت أمي ماتت خلاص».
شهر يوليو كان شاهدا على وفاة الأم الذي تسبب في ألم كبير لابنتها بعد نشر صورة الطعام، لتعدل الفتاة وصف المنشور وتكتب: «البوست من شهر فبراير ولسه قابلينه دلوقتي، وماما اتوفت خلاص، قلبي بيتعصر من الحزن وافتكرت وخلتوني أعيط»، ما جعل تعليقات اعضاء تتحول لترحم على الأم، بمقدار دعوات وصل عددها 128 ألف تعليقَ.
علاقة الأم ببناتها تصفها «هاجر» لـ«الوطن»، «مكانتش علاقة أم ببناتها كنا صحاب وكانت بتحب تشاركنا أنا وأختي التريندات اللي بتنزل، ولما البوست نزل مقدرش أقول إني اتبسطت في الكومنتس في الأول بالعكس أنا كنت بحاول قبلها فترة أتماسك ومفتكرش أي حاجة أو ذكريات بيننا، وجه البوست هد كل اللي كنت بحاول أتجاهله عياط بعدم القدرة على التنفس ساعات متواصلة».
عقب مرور يومين على المنشور ورؤية الفتاة للدعوات التي ما زالت تنهال على المنشور، تغيرت رؤيتها للأمر: «لما شوفت دعوات الناس عرفت إن ربنا بيحبها عشان جابلها كل الدعوات دي لأنها كانت ست عارفة ربنا واتوفت يوم الجمعة في العشر الأواخر من رمضان».