جدل حول مكان سجن سيدنا يوسف.. «مش في المنيا ولا الفيوم»

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

جدل حول مكان سجن سيدنا يوسف.. «مش في المنيا ولا الفيوم»

جدل حول مكان سجن سيدنا يوسف.. «مش في المنيا ولا الفيوم»

جدل كبير بين عدد من سكان قرية الشيخ عبادة بمحافظة المنيا، حول وجود سجن سيدنا يوسف داخل القرية، حيث تنتشر بينهم أقاويل تزعم أن هناك منطقة أثرية تخص المكان الذي كان قد سجن فيه سيدنا يوسف، تقع أسفل معبد روماني موجود على أطراف القرية.

عن هذا المكان يقول رمضان السيد، أحد أبناء القرية، إن جدّه أخبره عن حقيقة الحطام الذي قد وجدته البعثة الإيطالية أثناء التنقيب عن الآثار داخل القرية، حيث أكد له أن تلك البقايا تخص معبد روماني بني على أنقاض السجن الذي سُجن به سيدنا يوسف: «كلنا عارفين إن المكان هنا كان سجن سيدنا يوسف، لكن لما جات الإمبراطورية الرومانية، طمست كل المعالم وعلمت عليها ميناء، ومعبد».

حكايات متداولة في القرية

تلك الحكايات متداولة بين أهل القرية، يرددها الكبار قبل الصغار، ويستدلون على صحة هذا الكلام بالمعبد الموجود في جنوب القرية «معبد رمسيس الثاني».

الباحث الأثري أحمد عامر يقول إن قرية «الشيخ عبادة» هي إحدى المُدن المهمة بداية من مصر القديمة حتى العصر الإسلامي، فكل الفترات التي مرت بها مصر متواجدة في هذا المكان، حيث تعتبر مدينة رومانية قديمة تقع على الجانب الشرقي من النيل بين «أخت آتون» و«هيرموبوليس»، وقد أسست المدينة بواسطة الإمبراطور الروماني «هادريان» في 130ق.م، وذلك لتخليد ذكرى صديقه العزيز «أنتينوس»، وقد أطلق على المدينة اسم «أنتينوبوليس»، وبالفعل بنيت على أنقاض مدينة مصرية قديمة تسمى «حر_ور»، بناها الملك «رمسيس الثاني» خلال عصر الدولة الحديثة.

جاء العصر البيزنطي كما يقول «عامر»، وتغيرت معه معالم المدينة الفرعونية، وسميت حينها «انصنا»، إلى أن جاء الفتح العربي لمصر، ونزل بها الصحابي عبادة بن الصامد وبنى مسجده الذي سمي بمسجد «الشيخ عبادة» الذي دفن فيه، ومن هنا جاءت التسمية.

معبد الملك رمسيس الثاني 

آثار عديدة موجودة في القرية، من أبرزها معبد الملك رمسيس الثاني الذي لا يزال حتى الآن بحالة جيدة، كما يوجد معبد آخر للملك «أخناتون»، أما عن الآثار الرومانية فهناك «الأجورا» وهي السوق الروماني.

سجن سيدنا يوسف

وأكد«عامر» أنه من خلال عرض آثار قرية «الشيخ عبادة» لم يرد سجن يوسف الذي ذكر في القرآن، وأن تلك الأقاويل لا صحة لها على الإطلاق، كما أن الحديث عن وجود السجن في منطقة «أبو صير» التي تقع جنوب أهرامات الجيزة، وتبعد 3 كم عن هرم سقارة، لا يوجد ما يؤكد ذلك، وهو ذات الأمر بشأن الحديث عن وجود السجن في الفيوم.

الباحث الأثري أوضح أن السجن الذي وضع فيه سيدنا يوسف عليه السلام لم يصح وجوده تعيينا: «كل الكلام اللي بيتقال دلوقتي ما هو إلا روايات شعبية غير موثقة، بيتم سردها من أجل التبرك ووضع النذور بها، ولا يوجد أي شيء يؤكد ذلك».


مواضيع متعلقة