متطوعو حياة كريمة يتحدثون لـ«الوطن»: عايزين نغير بلدنا ونفرح أهالينا

كتب: سمر صالح

متطوعو حياة كريمة يتحدثون لـ«الوطن»: عايزين نغير بلدنا ونفرح أهالينا

متطوعو حياة كريمة يتحدثون لـ«الوطن»: عايزين نغير بلدنا ونفرح أهالينا

«فتح باب التقدم للمشاركة في مختلف الأنشطة».. خطوة جديدة من نوعها أقدمت على تنفيذها المبادرة الرئاسية حياة كريمة، التي انطلقت لتطوير قرى الريف المصري في 20 محافظة على مستوى 51 مركزا في 1500 قرية، إيمانًا منها بأهمية تضافر الجهود وتكامل الأدوار لتوفير حياة كريمة لأهل مصر.

ترحب مبادرة حياة كريمة بكل المتطوعين من مختلف الأعمار والخبرات لتقديم الدعم والمساندة لآلاف الأسر في القرى الفقيرة من مختلف المحافظات، من خلال تخصصات ومجالات مختلفة، بينها المتابعة الميدانية، والتوعية المجتمعية، والمجال الهندسي، ومحو الأمية، إلى جانب الأنشطة الرياضية واللياقة البدنية.

«خلية نحل» لخدمة الأهالي

من محافظات الشمال حتى الجنوب، تطوع مئات الشباب في فعاليات المرحلة الأولى ضمن مبادرة حياة كريمة، يتطوعون بحصر البيوت المستحقة للدعم ورصد حالة الطرق والشكاوى التي يعانيها المواطنين لتوصيل أصواتهم إلى الجهة المعنية.

«ياسر» متطوع في حياة كريمة يطرق أبواب الأهالي: كلنا في خدمة مصر

قبل نحو 15 عاما، قرر «ياسر» الانخراط في العمل التطوعي إيمانا منه بأهمية مساعدة الآخرين من أبناء قريته، حفظ خبايا الشوارع والأزقة في محافظته «سوهاج» حتى إذا انطلقت المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في 2 يناير 2019 لتحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا، كان من أوائل المتطوعين بها، يترك بصماته في كل مكان.

حصر احتياجات الأهالي أو الجمهور المستهدف للمبادرة في قرى مركز دار السلام بمحافظة سوهاج في صعيد مصر، مهام تقع على عاتق ياسر صابر، الذي انضم إلى قائمة متطوعي مبادرة حياة كريمة من خلال المجلس القروي بمحافظته، وحسب روايته لـ«الوطن» منذ تدشين المبادرة قرر التطوع بها، لعلمه التام باحتياجات أهل القرى الفقيرة في كافة أنحاء الجمهورية ورغبة في دعم جهود الدولة.

الشاب السوهاجي الحاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية، يحاول الترويج للمبادرة الرئاسية وسط شباب محافظته: «لازم نساعد المسؤولين في بلدنا عشان تتطور وتتغير للأفضل»، دون النظر إلى أي مقابل سوى مساعدة أهل بلدته.

«بناء مدارس ورصف طرق ووصلات مياه ووحدات إسعاف ومطافي»، احتياجات متنوعة يتولى الشاب الثلاثيني وزملاؤه المتطوعون رصدها ضمن مبادرة حياة كريمة، يتولى حصرها وتوصيلها إلى المحافظة التي تتولى بدورها رفعها إلى وزارة التنمية المحلية لإعداد خطة وميزانية مالية لتنفيذ احتياجات الأهالي، بحسب وصف «ياسر».

إلى جانب حصر مظاهر احتياجات البنية التحتية للقرى، يتولى الشاب المتطوع وزملاؤه رصد احتياجات الأهالي من الناحية الصحية، كالعمليات الجراحية والعلاج، «أغلب العمليات الجراحية في القرى للعيون أو العظام» ولا يزال في انتظار إشارة البدء في تنفيذ فعاليات المبادرة الرئاسية في القرى التي تولى حصرها.

«مي» متطوعة في «حياة كريمة»: بساعد أهل بلدي

 فصل صغير بإحدى مدارس القرية أو في غرفة بأحد مراكز الشباب وسط مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، مجهز بأدوات الدراسة كاملة، يضم دارسين من الرجال أو النساء الآميين أو الشباب المتسربين من التعليم، تتقارب أعمارهم، ينصتون إليها باهتمام شديد رغبة في الخروج من ظلام الجهل إلى نور العلم، جاءت إليهم خصيصا متطوعة بجهدها ووقتها لمساعدتهم إيمانا بدورها المجتمعي في دعم جهود الدولة من أجل «حياة كريمة» لأهل مصر.

«مي» تشارك في أعمال التطوير على المستوى الحضري وتوفير احتياجات الأهالي

منذ بداية تدشين المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، قررت مي مجاهد، الانخراط في التطوع معهم رغبة في إحداث تغيير حقيقي بين أبناء وطنها، لم تمانع المشاركة في أعمال التطوير سواء على المستوى الحضري أو على مستوى توفير احتياجات سكان القرى الأكثر فقرًا، بالتوازي مع تطوعها في فصول محو الأمية لرفع الوعي الثقافي للمواطنين.. «حابة أخدم أهل بلدي ومبادرة حياة كريمة فرصة ليا»، هكذا قالت الفتاة المتطوعة بمبادرة «حياة كريمة» في بداية حديثها لـ«الوطن».

وسط عشرات من الشباب المتطوع والعمال المعنيين بتنفيذ أعمال التطوير بالقرى، تقف «مي» تساهم في تطوير المنازل، وكل ما يتعلق برفع كفاءة البنية التحتية، قائلة: «بننزل نشارك في كافة أعمال التطوير وبنزور المحافظات المستهدفة، وتوجهنا إلى سوهاج والغربية والبحيرة وأسوان والأقصر وكافة المحافظات المستهدفة في المرحلة الأولى عشان نساعد أهل بلدنا».

قوافل علاجية و صحية، وقوافل رياضية لإتاحة الرياضة للشباب والأطفال، توفرها «حياة كريمة» لأهالي القرى الفقيرة، فضلًا عن توفير أنشطة مختلفة للمرأة ورفع كفاءة مراكز الشباب، وتوفير ملاعب النجيلة الصناعية، وبحسب وصف المتطوعة «مي» في مبادرة «حياة كريمة»، انتقلت إلى مرحلة مختلفة بعد قرارات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتكاتف كافة المؤسسات المعنية بالدولة والتشبيك معهم، لتنفيذ أهداف المبادرة، ومن أجل هذا تم فتح باب التطوع لاستغلال طاقات الشباب.

وتشارك «مي» بجانب أعمال تطوير البنية التحتية للقرى والمنازل وحصر احتياجات الأهالي تتطوع أيضًا في فعاليات «حياة كريمة بلا أمية»؛ لمحو أمية كبار السن من خلال فصول مخصصة لهم، وتعليم المتسربين من التعليم في فصول مجتمعية، خاصة بهم لاستكمال تعليمهم بحسب المرحلة العمرية لكل منهم.

وبعد فتح باب التطوع للمشاركة في المبادرة الرئاسية، تم إتاحة تخصصات مختلفة للتطوع ضمن المبادرة الرئاسية، وتقدم مايزيد على 18 ألف متطوع للمشاركة في «حياة كريمة»، وبحسب قول «مي»، جارِ حاليًا العمل على تنمية وتطوير 4584 قرية وتوابعها التي يبلغ عددها 30888 عزبة وكفر ونجع.

محمد يتولى حصر المنازل وتوعية الأهالي بالحملات والقوافل الطبية

داخل الوحدة الصحية بقرية «تاسا» التابعة لمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط، يقف «محمد علي» وسط الأهالي متطوعًا بالنصح والإرشاد والتوعية، يستمع إلى شكواهم جيدا ويدونها في أجندته الخاصة حتى تصل إلى مقر المحافظة للعمل على حلها،«دورنا نوعي الناس بحملات تنظيم الأسرة وغيرها من الحملات الصحية وكمان بنوصل شكوتهم للمحافظ عشان نساعدهم في حلها»، يقول الشاب العشريني في بداية حديثه لـ«الوطن».

وسط القرى والأرض الزراعية، يطوف «محمد» وزملاؤه المتطوعون في التنسيق ضمن مبادرة حياة كريمة، يتولى حصر المنازل المحتاجة إلى إعادة تأهيل وحصر الأراضي المستحقة لأعمال الرصف والتطوير، وبحسب وصفه، رغبته في مساعدة أهل محافظته أسيوط هو الدافع الوحيد له للتطوع في المبادرة: «هدفنا نساعد أهلنا وندعم جهود الدولة».


مواضيع متعلقة