استشاري عن مشاهدة «النصف ميت» بعقار بولاق: يجب تقديم العلاج النفسي للجيران

استشاري عن مشاهدة «النصف ميت» بعقار بولاق: يجب تقديم العلاج النفسي للجيران
رغم إسدال الستار على جريمة ذبح شاب وطعنه خمس طعنات في بطنه ببولاق الدكرور، وهبوطه وهو بهذه الحالة على سلالم العقار الذي يقيم فيه، ليشاهده الجيران، كـ«نصف ميت»؛ إلا أن آثار هذه الواقعة ستظل باقية، ليس على أطراف القضية نفسها، سواء القتيل أو قاتليه؛ ولكن على سكان العقار الذين شاهدوا بأم أعينهم منظرا لا يمكن محوه بسهولة من ذاكرتهم.
وشاهد سكان العقار، شابا غارقا في دمائه، مذبوحا من رقبته، وبه 5 طعنات في بطنه، وهو يستغيث لإنقاذه من الموت في لحظاته الأخيرة، التي قضاها على سلالم الطابق التاسع والرابع، قبل أن يحمله حارس العقار في المصعد الكهربائي للأسفل في حالة من الهلع انتابت الأطفال والكبار من السكان.
إقرأ أيضًا: ساعات الرعب يعيشها سكان عقار ببولاق الدكرور
اكتئاب وفوبيا وفقدان حواس
يقول الدكتور محمد حمودة، استشاري الطب النفسي، إن هذه الواقعة ستؤثر على السكان، ولكن بعد فترة، لافتًا إلى أن في حالة عدم خضوعهم لعلاج نفسي سيصابون باضطراب كرب ورعشة في الأطراف وغيرها من الأمراض النفسية: «اضطراب كرب ما بعد الحادثة بيحصل لكل الناس اللي بتشاهد حادثة أو جريمة، بيتعمل لهم فلاش باك للحادثة وبيبدؤوا يستعيدوا منظر الضحية، وده ممكن يسبب لهم رعشة في الأطراف أو يتحول الأمر لفوبيات واضطراب قلق واكتئاب أو يفقدوا بعض حواسهم زي الحركة أو النظر».
اضطراب سلوك للأطفال
ويضيف «حمودة» لـ«الوطن»، أن هناك أمراض يمكن أن تصيب الأطفال مثل اضطراب السلوك: «هنلاحظ إن سلوكهم بدأ يتغير ده بالنسبة للأطفال هيلعبوا في النار وهيتوحدوا مع المجرم لأن بيعتبروا هو القوي اللي قتل الضعيف فيبدأوا يكتسبوا سلوكيات إجرامية».
ويتابع، أن بعض الناس الذين يشاهدون الجريمة، يحدث لهم فقدان نفسي لإحدى حواسهم، مثل صالح سليم في فيلم «الشموع السوداء»، حين فقد بصره بشكل مؤقت بعد أن شاهد خيانة حبيبته: «في اللحظة دي العقل الباطن بيحاول يتغلب على الضغط النفسي فيبدأ يعبر عن معاناته النفسية من خلال عرض رمزي زي فقدان البصر، وده بيخلي الشخص ياخد مكسب أولى وهو التعبير عن لمعاناته ومكسب ثانوي وهو كسب تعاطف الآخرين».
وينصح الاستشاري النفسي، بتلقي سكان العقار دواء نفسي سريع حتى لا تتسبب لهم مشاكل بعد ذلك، وبخاصة الأطفال الذين شاهدوا تفاصيل الواقعة: «لازم يتعالجوا لأن كل الأحداث دي هتتخزن في العقل الباطن».