بأمر «حياة كريمة».. تطعيم شلل الأطفال «تحت أقدام الأمهات» بقرية تاسا

كتب: حسام حربى

بأمر «حياة كريمة».. تطعيم شلل الأطفال «تحت أقدام الأمهات» بقرية تاسا

بأمر «حياة كريمة».. تطعيم شلل الأطفال «تحت أقدام الأمهات» بقرية تاسا

بوجوه مهمومة، كن يقطعن آلاف الأمتار من أجل تطعيم أبنائهن ضد شلل الأطفال، مستقلات العديد من وسائل المواصلات، لكن كل هذا تغير اليوم، بعد أن دخلت مبادرة حياة كريمة قرية تاسا بمركز ساحل سليم، جنوبي أسيوط؛ إذ وقفت أمهات القرية في طابور جديد لتطعيم أبنائهن ضمن حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال، التي أعلنت عنها وزارة الصحة، ولكن هيهات الفارق بين الأمس القريب واليوم المليء بالتفاؤل والأمل.

واصطفت عشرات الأمهات في طابور طويل وهن يحملن أبنائهن مصطفات أمام غرفة التطعيم، وسط سعادة كبيرة غير مفهومة، فكيف لأم أنّ تضحك رغم صراخ وليدها.

قسوة الظروف

الإجابة على هذا السؤال، لايمكن معرفتها إلا بمحاولة تخيل قسوة الظروف التي عاشها أهالي قرية «تاسا» بمركز ساحل سليم في محافظة أسيوط، إذ كن في مستقبل ضبابي وحياة بلا أمل، وأطفالهن ظلوا لسنوات طويلة في بئر النسيان، فسقطوا من حسابات تكوين إنسان سليم منذ النشء يكون لائقا صحيا.

الإيمان بقضاء الله كان سبيلهم الوحيد للشكوى من حالة التهميش، التي استمرت على مدار عقود طويلة، قبل أن يأتي سفراء الخلاص يبحثون حالة ومشاكل الأهالي، لإيجاد حلول سريعة لها.

وهكذا ظهرت مبادرة «حياة كريمة» في قرية «تاسا» بمركز ساحل سليم، التي أيقنت منذ البداية أهمية النشء في قرية منسية من قرى محافظات مصر، التي أخفى الزمن ملامحها، وبالفعل بدأت المبادرة في وضع استراتيجية سريعة للنهوض بحالة القرية، ورأت البداية في رصف الطرق الرئيسية بالقرية وكذلك الاهتمام بصحة الأطفال قبل الكبار.

تطوير كامل للوحدة الصحية

وقامت «حياة كريمة» بعمل تطوير كامل للوحدة الصحية بـ«تاسا»، ضمن المرحلة الأولى من المبادرة، وكان من بين التطوير الذي شملته الوحدة الصحية هو وجود غرفة «طب الأسرة» وأخرى جاهزة لتطعيم الأطفال، حيث أدركت الحملة بعد عمل البحث اللازم، المعاناة الكبيرة التي عاشاها أهالي القرية من أجل تطعيم أطفالهم في سن مبكرة.

أم علي، إحدى سيدات القرية، عبرت عن سعادتها بما قامت به مبادرة «حياة كريمة» من تطوير في الوحدة الصحية، حتى أصبح بها وحدة للتطعيم، وهو ما جعلهن يستطعن تطعيم أولادهن بشكل يسير هذه الأيام، في ظل حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي أطلقتها وزارة الصحة هذه الأيام، وقالت: «قبل ما ربنا يرزقني بابني علي، رزقني بابنتي فاطمة وعلشان أطعمها من شلل الأطفال كنت باخد مواصلتين رايح جاي، كنت بنزل الصبح وبرجع المغرب».

وتضيف: «كل ست في القرية مبسوطة باللي عملته حياة كريمة، لأنها عملت اللي محدش تخيل أنه ممكن يتعمل».

وقالت رشا: «بنتي خديجة أول طفلة، بس أنا من قرية تاسا وشوفت العذاب مع ولاد إخواتي، كان ممكن نروح الوحدة الصحية في الساحل ونقعد ساعات ومنقدرش نطعم عيالنا».

وتابعت: «الستات مبسوطة لأنهم مكانوش يحلموا بانهم يقفوا طابور في بلدهم علشان يطَعموا ولادهم، ونفسنا يكون في دكتور موجود علطول علشان لو أي حاجة حصلت في أي وقت».

فيما قالت نادية، إحدى الممرضات بالوحدة الصحية في القرية: «التطوير الذي شمل الوحدة نجح في حل أزمة كبيرة كان يعاني منها أهالي القرية على مدار سنوات وهي التنقل لمسافات بعيدة من أجل تطعيم الأبناء».


مواضيع متعلقة