حقيقة «التمثال المسحور» في المتحف المصري

حقيقة «التمثال المسحور» في المتحف المصري
كتلة صخرية سوداء من البازلت الاسود منقوشة بطلاسم هيروغليفية وفي آخرها نحت لرجل يبتسم بغموض، كانت سببا في نسج العديد من الأساطير حول قصة التمثال الذي أصبح واحدا من أشهر التماثيل بالمتحف المصري، ولقب بالتمثال المسحور الذي يشفي المرضى من الأمراض وحتى الكورونا.
التمثال أصبح مقصدا للعديد من السائحين الذين يعتقدون في قدراته السحرية ذات الحضورالقوى، والطاقة التي لا يمكن تجاهلها.
فالابتسامة الهادئة على وجه «دجد – حور» صاحب التمثال، المفعمة بالطمأنينة والسكينة، يعتقد البعض أن لها أثرا ينتقل من التمثال إلى المريض ليساعده على الشفاء.
طلاسم تشفي من اللدغات
التمثال كما يقول علي أبو دشيش، الباحث في الآثار، يعود للكاهن «دجد – حور» من العصر المتأخر وما يحويه من طلاسم ونقوش ما هي الا أحد قطع عرفت قديما بأسم «ألواح حورس الطفل»، وكانت تستخدم لأغراض علاجية وخصوصا العلاج من لدغات الحيات والعقارب والزواحف السامة، ويجسد التمثال الكاهن «دجد – حور» يجلس ويضع أمامه لوحة نرى فيها حورس الطفل، وهو يطأ بقدميه تمساحين يتجه كل منهما عكس الآخر، والرموز المحفورة كانت لمخاطبة العالم النجمى والذي كان في نظر المصرى القديم، عالم متداخل مع عالمنا وليس منفصلا عنه وهو العالم الذى تذهب اليه الأرواح بعد الموت وهو أيضا المصدر الذى تأتى منه كل الأشياء، وفيه أيضا تكمن أسباب كل الأمراض، وأطلقوا عليه العالم النجمي.
وتابع أبو دشيش، كان الكهنة فى مصر القديمة يعالج المرضى عن طريق الاتصال بهذا العالم والتماسيح فى العالم النجمى هى رمز الخطر الكامن، الذى لا يراه الانسان فالتمساح يقبع تحت سطح الماء ويتربص بضحيته حتى إذا توهمت الضحية أن الماء آمن؛ انقض التمساح عليها من تحت الماء فجأة، ودون مقدمات يطأ حورس التمساحين بقدمه كرمز للتغلب على خطورة الأسباب الكامنة للأمراض مهما كانت خفية.
طقوس الشفاء
وعن كيفية معالجة المرضى بتلك الألواح، قال: يقف حورس متزنا تماما رغم أنه يقف فوق تمساحين ويحمل فى إحدى يديه غزالا والأخرى أسدا، إلا أنه يقف فى منتهى الاتزان، وهذا الاتزان هو السر الذى يكمن فيه الشفاء، فالمرض فى الأصل هو عبارة عن خلل فى توازن الانسان.
وما تفعله الرموز الموجودة بألوح حورس الطفل هو أنها تخاطب العالم النجمى بلغته، وتعيد التوازن مرة أخرى إلى منظومة الطاقة لدى المريض، وهذا التوازن هو الذى يساعده على الشفاء وكان التعامل مع طاقة التمثال وما يحمله من رموز يتم باستخدام الماء حيث يقوم الكهنة بصب الماء فوق التمثال وتركه ينساب ويتجمع فيما يشبه الحوض الصغير، الذى يقع تحت أقدام حورس الطفل، فيترك الماء ليتفاعل مع الرموز الموجودة بالتمثال حيث يتم شحن الماء بطاقة هذه الرموز القوية وبعدها يعطى الماء للمريض ليشربه أو يغتسل به حيث تقوم الطاقة الموجودة بالماء باحداث التوازن داخل جسم المريض وتساعده على الشفاء.