«محمد» من الخجل ومعاناة التنمر إلى محاضر في التنمية البشرية

كتب: كيرلس مجدي

«محمد» من الخجل ومعاناة التنمر إلى محاضر في التنمية البشرية

«محمد» من الخجل ومعاناة التنمر إلى محاضر في التنمية البشرية

«من رحم المعاناة يولد النجاح».. مقولة تحققت على يد الشاب السكندري محمد صبحي، الشهير بإسم «محمد المصري» إثر اجتيازه محنة المعاناة من الخجل وما تبعه من تنمر المحيطين به عليه، ليصبح مدرب تنمية بشرية، وهو النقيض التام لشخصيته الخجولة التي نجح في أن يحولها إلى شخصية مؤثرة في الجميع.

ابن منطقة باكوس شرق الإسكندرية يبلغ من العمر 26 عاما عانى في فترة طفولته من اهتمامه المبالغ بالتفوق الدراسي على حساب الحياة الاجتماعية التي جعلت منه شخص منكب على ذاته أو بعض الرفاق المحدودين، ما جعله مادة للسخرية والتنمر من أبناء جيله، الأمر الذي لجم لسانه وأطلق العنان لقلمه، فكان يتفوق في الاختبارات التحريرية بينما لا يستطع نطق أي كلمة في الاختبارات الشفوية.

 

يقول محمد المصري، إنه عانى كعدد من أبناء جيله من تفضيل الجانب التعليمي على الاجتماعي، فأصبح التفوق بلا طعم لعدم مشاركته النجاح مع أحد، ما جعله أمام تحول مصيري في حياته.

الطفل الخجول، تحول إلى شاب يافع، يرغب في التعبير عن نفسه، وهو ما وجده في الإذاعة المدرسية التي كانت وسيلته الأولى لشق طريقه الاجتماعي، موهبة تطورت من خلال عمله الصيفي الذي جعله يحتك بالكثير من طوائف المجتمع.

«في صيف أولى إعدادي اشتغلت صبي صنايعي فلافل، وبعد كدا اشتغلت مع عطار وفي محل أدوات صحية وسباكة وصناعة الستائر وتركيب ترابيزات الكمبيوتر والبلايستيشن وفي سنترال وكاشير ودليڤري» هكذا قص المصري رحلته مع العمل الصيفي الذي طور من شخصيته وجعله يتحول من الجانب السلبي إلى الإيجابي.

وأضاف أنه قرر الدخول إلى مجال التنمية البشرية اقتداء بدكتور ابراهيم الفقي، ما وجد فيه من وسيلة لتطوير نفسه والتخلص من الخجل، أملا في إيجاد وسيلة لإفادة الناس وتقبل أنفسهم والتخلص من عقد كثيرة تكونت في النفوس نتيجة التنمر.

مع العديد من الورش، تميز المصري بدقة القول وبلاغة الكلمة والسرد القصصي المميز، فقرر صناعة المقاطع المصورة عبر اليوتيوب محققا 1100 متابعة على قناته وهو ما زال في بداية الأمر.

عشرات الدورات جعلته يحصل على لقب إخصائي صحة نفسية وإرشاد أسري وعلاقات في نقابة العاملين بالتنمية البشرية وتعديل السلوك، ما جعله يحلم في رؤية مادة لبناء الشخصية في المدارس لتعليم الأطفال وضع أهدافهم وأحلامهم وطموحهم.

تلك المادة يراها أنها وسيلة لخلق جيل مميز متسع الآفاق يدرك نفسه والعالم من حوله، ما ينتج عنه نجاح علمي وعملي، والحد من مساوئ العلاقات العاطفية والاجتماعية التي تنتج عن وجود جيل مشوش لا يدرك ماهيته.


مواضيع متعلقة