كورونا خسره شغله.. مقاول بعد الملايين يناشد أهل الخير: عاوز أسدد ديوني

كتب: كريم عثمان

كورونا خسره شغله.. مقاول بعد الملايين يناشد أهل الخير: عاوز أسدد ديوني

كورونا خسره شغله.. مقاول بعد الملايين يناشد أهل الخير: عاوز أسدد ديوني

22 يناير عام 2020؛ سيارة فارهة تقف أمام أحد مواقع العمل بمدينة العاشر من أكتوبر، ينزل منها صاحبها، ويلقي نظرة على سير العمل، ويحدق ببصره فيما ينقص المشروع ليكتمل، ويُثّمن ما تم إنجازه، وفقًا لدوره كمقاول مشرف على الموقع.

وما هي إلا أيام قليلة، حتى حل عدو البشرية، فيروس كورونا المستجد، الذي قلب حال المقاول رأسًا على عقب، وجعله من شخص يمتلك خيرًا وفيرًا ويفيض بما يزيد منه على الفقراء، إلى شخص محتاج ومديون بنحو نصف مليون جنيه.

اليوم المذكور أعلاه، كان آخر أيام أحمد عبدالفتاح أحمد مهران، في مهنته التي دخلها منذ زمن بعيد، قبل أن يحل الفيروس اللعين، ويتسبب في إيقاف عجلة العمل، التي بالتبعية تسببت في خسائر لدى المقاول، ومع طول مدة التوقف وفرض حذر الحركة الجزئي في شهر مارس، أصبحت خسائر المقاول فادحة لم يستطع تداركها، حسب حديثه لـ«الوطن».

الحكاية بدأت حينما تعاقد «عبدالفتاح» على عملية عزل حراري، وقبض ثمنها وسعر الخامات والمعدات ويومية العمال مقدمًا، وبعدها استمر العمال في المشروع نحو شهر، يركبون السقالات ويضعون أثاث المكان، حتى ضربت عاصفة من الطقس السيء جميع أنحاء الجمهورية، حتى يوم 17 مارس، وبدأ حظر الحركة، «معرفتش أرجع السقالات والشركة المستأجرة بدأت تعد عليا فلوس الإيجار يوميًا وأنا مش شغال أصلا».

لم يتمكن صاحب الـ42 عاما، من فك السقالات واسترجاعها لأصحابها، حتى لا يضيع عليه عمله، وأيضًا كي لا يسدد قيمة الشرط الجزائي الموجودة في العقد بينه وبين الشركة، الذي يقدر بـ200 ألف جنيه، «عيشت على أمل إن كورونا تروح والدنيا ترجع زي الأول، بعدها دخل رمضان وإصابات كورونا زادت، وأنا جالي كورونا، والسقالة عمالة تعد عليا كل شهر 80 ألف جنيه وفضلت معايا 6 شهور». 

الخوف الأكبر الذي منع «عبد الفتاح» من الانسحاب من المشروع وتحمل خسائره الخفيفة في البداية، هو أن تبلغ الشركة الغرفة التجارية بإنه شخص غير أمين ولا يجيد العمل، وسيترتب عليه توقف سجله التجاري، «الأخبار وقتها كانت بتقول هانت الدنيا هتفتح، روحت قدمت على قروض في بنوك مختلفة لقيت النشاط موقوف». 

الديون تراكمت على ابن مدينة دير مواس، بمحافظة المنيا، ووصلت لـ560 ألف جنيهًا، حيث باع سيارته وكل ما يملك من أجل سدادها، ولكنه لم يستطع السداد، فطرق أبواب جميع الأصدقاء والمعارف ولم يجد ردًا يغنيه، «الناس زمان كانت تقصدني في أعمال الخير دلوقتي أنا مش لاقي وبدور على حد يقف جنبي مفيش». 

ولم يجد المقاول حلًا سوى مناجاة أهل الخير ليساعدوه في سداد ديونه، أو حتى جزء منها، وأن يوفروا له فرصة عمل يسد من خلالها ما عليه من مال ويعيش بما يتبقى هو وأولاده، «ولادي معرضين للضياع، عندي ولد وبنت لو اتسجنت مش هيلاقوا حد غيري في الدنيا، ساعدوني أسدد الديون وشوفولي شغل حتى لو خدام».


مواضيع متعلقة