لسه الدنيا خير.. سائق "مديون" يجد إيصال أمانة على بياض ويبحث عن صاحبه

كتب: أنس سعد

لسه الدنيا خير.. سائق "مديون" يجد إيصال أمانة على بياض ويبحث عن صاحبه

لسه الدنيا خير.. سائق "مديون" يجد إيصال أمانة على بياض ويبحث عن صاحبه

كعادته ظهر كل يوم، يخرج بسيارته "الميكروباص"، مهموما بعض الشيء بفقدان زوجته هذا العام، أو شاردا بأولاده الصغار الذي يتركهم في البيت بمفردهم، أيام متشابهة تمر بشكل روتيني، لكن يوم الجمعة الماضي، وجد في السيارة التي يستقلها، إيصال أمانة "على بياض"، لا تفاصيل فيه إلا توقيع أحد الأشخاص باسمه الرباعي عليه، أي أنه أمام فرصة لوضع أي مبلغ يريد، ومساومة صاحب التوقيع.

يروي السائق عمار محمد، 46 عاما، أنه لم يفكر في إيذاء صاحب الإيصال أو مساومته، رغم معاناته في الحياة وحالته المادية الصعبة، إذ وصلت ديونه إلى نحو 10 آلاف جنيه، ولا يملك منهم جنيها واحدا، ومع ذلك قرر البحث عن صاحبه، رغم حاجته الملحة إلى المال، وحاجة أولاده الثلاثة إلى دفع مصاريف دراسية عديدة.

يشترط عمار، إحضار البطاقة الشخصية لصاحب الاسم المثبت على إيصال الأمانة قبل تسليمه: "أنا من الوراق وبمشي على خط الجيزة دائري، ويوم الجمعة حد من الركاب بيقولي إنه لقى الوصل ده في العربية، فأخدته وقررت أدور على صاحبه، لأن ربنا عالم بظروف كل واحد".

ظروف السائق الصعبة، لم تخلق في نفسه مبررا أو دافعا لاستغلال الموقف وإيذاء غيره، إذ يعمل على سيارة ليست ملكه، ولا يملك سوى ما يقدر به على إعانة أولاده، مشيرا إلى أنه لا يمل من البحث عن صاحب إيصال الأمانة، عن طريق تصويره ونشره على مواقع التواصل الإجتماعي.

يقول عمار: "مش هقدر أضر حد، لأن أنا راجل ماشي على الطريق بستر ربنا، وشغال سواق طول حياتي من 30 سنة، ولما بلاقي حاجة بدور على صاحبها، لأن الحرام مبيدومش ومش هأكله لعيالي، وما بخدش نص جنيه زيادة في الأجرة من أي زبون"، مضيفا أنه يعود إلى البيت كل يوم الساعة 9 مساءً، من أجل الإطمئنان على أولاده الذين يقيمون بمفردهم.


مواضيع متعلقة