«قدو».. قاصر سوري اعتقله مرتزقة أردوغان: «رأيت جهنم وأنا حي»

«قدو».. قاصر سوري اعتقله مرتزقة أردوغان: «رأيت جهنم وأنا حي»
- مرتزقة أردوغان
- تركيا
- شمال سوريا
- تعذيب
- معتقلات
- داعش
- مرتزقة أردوغان
- تركيا
- شمال سوريا
- تعذيب
- معتقلات
- داعش
«أقيم بمنطقة الشهباء شمال حلب، ووضعي المادي كان سيئا للغاية حيث إنني أنا المسؤول عن والدي ووالدتي، وقررت الذهاب إلى عفرين، ليتم القبض علي من قبل دورية شرطة عسكرية تركية، كانت تمر في ساحة الحرية، واتهموني بالتخطيط لتنفيذ تفجيرات ضد القوات التركية في الشمال السوري».. بهذه الكلمات بدأ القاصر السوري محمود قدو ترندة، رواية معاناته لـ«الوطن» عن الفترة التي قضاها في سجون الاحتلال التركي بالشمال السوري.
ورغم مرور 11 شهرًا على خروجه من معتقلات الميليشيات الإرهابية المسلحة في شمال سوريا المدعومة من أنقرة، لم ينس الصبي السوري محمود قدو ترندة، تلك الذكريات المريرة والمؤلمة التي تركت أثرًا محطما لجسده ونفسه.
الآن يتنفس القاصر هواء الحرية بنسيم المرض، الوضع يزداد سوءا يومًا بعد الآخر، فالمال لا يكفي لطعام يسد جوع العائلة أسبوعًا كاملًا، منذ بداية الاحتلال التركي لمناطق شمال سوريا، وليس هناك دخلًا ثابتًا من أجل العلاج.
«محمود» قاصر سوري من أسرة بسيطة لا ينتمي لأي فصيل سياسي في بلاده، ويبلغ 16 عاما، بسبب ضيق الحال، قرر الذهاب إلى عفرين بالقرب من الحدود السورية – التركية، أملًا أن يجد لقمة عيش سواء في سوريا، أو بلد آخر، لكن دائما ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث ألقت الشرطة العسكرية التركية ضمن القوات المحتلة لشمال سوريا، القبض عليه، وأودعته في مدرسة التجارة الثانوية التي حولها الأتراك والمرتزقة إلى سجن لأهالي شمال سوريا.
قدو: ألقيت في حبس انفرادي لا أستطيع الجلوس داخله
ويقول محمود: «منذ الدقائق الأولى لاعتقالي تعمد الجنود الأتراك ضربي بمؤخرة السلاح على رأسي بعنف غير مسبوق، أتذكر وجوههم حتى الآن، كان عددهم يقرب من 15 جنديا وضابطا، وحين وصولي إلى المعتقل زجوا بي في حبس انفرادي لا استطيع الجلوس داخله، نظرا لضيق مساحته».
8 أشهر قضاها القاصر السوري داخل المعتقل، مورست ضده جميع أنواع التعذيب، وتحديدًا من شهر يوليو 2019 وحتى مارس 2020 وبالرغم من صراخه الدائم «أنا مدني معي الهوية ولا أنتمي لأي فصيل» كانت جرعة التعذيب تزداد يوما تلو الآخر.
قدو: علقوني لمدة 12 يوما بالسلاسل من قدمي
ويضيف: «الهدف من تعذيبي كان إرغامي على الاعتراف، لكن أنا كنت مصرًا على أنني جئت لكي أعمل فقط، وقاموا بتعليقي لمدة 12 يوما بالسلاسل من قدمي، حتى وصلت إلى درجة فقدان البصر، ولمدة شهر ونصف عذبوني بالصعق بالكهرباء وصلبوني، وحرق خراطيم المياه على جسدي».
ويتابع: «وضعي الصحي سيئ جدًا حاليًا، بسبب التعذيب والطعام الشحيح الذي كان يقدم لي كل فترة به شوائب وأتربة وخبز عفن، والمياه ملوثة، وأصبت بفقر الدم والتهاب بالأمعاء ومشاكل في فقرات الظهر، ورمد وضعف البصر».
أهلي دفعوا 4 ملايين ليرة سورية مقابل إخلاء سبيلي
يجهش القاصر السوري بالبكاء ويستكمل: «أهلي دفعوا 4 ملايين ليرة سورية مقابل إخلاء سبيلي، والدفع كان للمرتزقة بتعليمات وتحت إشراف جيش الاحتلال التركي».
الألم يزداد يومًا تلو الآخر
وعن وضعه الصحي يقول محمود: «رأسي أصبح يتألم بشدة من شدة التعذيب، عيني اليسرى أصبحت تضعف يوما بعد يوم، الفك السفلي مكسور و5 أسنان مكسورة من الضرب القاسي، منطقة الظهر أصبحت أسمع منها صوت العظام حتى الآن، ولا يمكنني الجلوس كثيرًا والألم كل يوم يشتد يؤذيني، التعذيب أثر على التنفس والقلب بشكل كبير، كما أن منطقة الحوض لدي بها الكثير من الكسور، وكذلك قدمي».
لا يوجد أصعب من الألم النفسي
يتطرق محمود لحالته النفسية، حيث يقول: «نفسيا للأسف لقد مر 11 شهرا منذ خروجي من السجن، ومنذ ذلك الحين وضعي كل يوم يزداد صعوبة وسوء من جميع النواحي، ليس هنالك شيء إيجابي في حياتي، كل شيء من بعد السجن أصبح بائسًا ويائسًا وسلبيا، اعتقلوني دون سبب وقبعت 9 أشهر لدى الفصائل الإرهابية التابعة لتركيا في عفرين، وعائلتي استدانت 4 آلاف دولار، لكي يخلى سبيلي هناك، ولم يبق معي أو مع عائلتي المال الكافي لكي أسافر وأجد علاجا، وأتمنى أن أكمل دراستي فهنا قتلت أحلامي فلا عمل ولا دراسة ولا مستقبل، وأناشد المنظمات الحقوقية مساعدتي».