المنتصر بالله.. قصة «اسم ضاحك» في حياة كوميديان

كتب: إلهام زيدان

المنتصر بالله.. قصة «اسم ضاحك» في حياة كوميديان

المنتصر بالله.. قصة «اسم ضاحك» في حياة كوميديان

مرت منذ أيام قليلة ذكرى ميلاد وأحد من أهم الفنانين، الذين رسموا الضحكة على وجوه الجماهير، بعشرات من الأعمال الكوميدية على السينما والتليفزيون وخشبة المسرح، وهو الفنان الراحل، المنتصر بالله، المولود في 21 فبراير 1950، وهو صاحب الاسم الذي يعد بذاته قصة كوميدية.

حكاية اسم المنتصربالله:

ولد الفنان الراحل في عام 1950 في القاهرة لأسرة مسيحة من أصول صعيدية، وكانت لتسميته باسم المنتصربالله قصة غريبة، ذكرها في البرنامج الشهير «من سيربح المليون»، مؤكدا أن عائلته تنحدر من صعيد مصر، وحينما رزق الله والده بابنه الأول أسماه "عزت" لكنه بعد عام واحد توفي. ثم رزق الأب بطفل آخر أسماه "عزت" لكنه توفي بعد عامين، وهو ما حدث مع الثالث أيضا مما جعل والده يدعو الله قائلا: هو أنا كل ما اجيب ولد تاخده! إنت بتحب ولادي للدرجة دي؟!".

ووعد ربه أنه في حال رزق بطفل أخر، فسيضع اسم "الله" في اسمه، وعندما رزقه الله بولد، أطلق عليه "المعتز بالله، خاصة أنه كان يرغب في إطلاق اسم عزت على أحد أبنائه، وبعدها رزق الأب بطفل آخر، فشعر بأن الله نصره، لذلك أطلق عليه اسم "المنتصربالله" مشيرا إلى أن والده بعدها رزق بـ "كرم الله، ومحفوظ الله، ومحفوظة الله، وإكرام الله، ونعمة الله"، وداعب المنتصر بالله جمهور البرنامج وقتها قائلا: "الوحيد اللى مجاش هو أعوذ بالله".

ويقول الناقد أحمد محمد الشريف في كتابه "المنتصر بالله.. ضحكة سعيدة"، الصادر عن المهرجان القومي للمسرح المصري: بداية موهبة المنتصربالله برزت في المدرسة الابتدائية، حيث شعر بانجذابه إلى الفن، حينما علم بوجود حفلة لعيد الأم بالمدرسة، فكانت البداية له كمطرب، حينما كان تلميذا في الصف الخامس الابتدائي، وكان مدرس الموسيقى يختار فريق الكورال للغناء في حفل عيد الأم ولم يكن في المدرسة فريقا للتمثيل، وكان المنتصر بالله يتمنى أن يشارك في أى عمل فني، فتقدم للاشتراك في الكورال، وفي المرحلة الثانونية حصل على الميدالية الذهبية عن دوره في مسرحية «الثعلب» على مستوى المدارس الثانوية كلها.

ولأن والده كان من أصول صعيدية، فقد تعجب جدًا عندا أخبره برغبته في دخول معهد الفنون المسرحية، واعترض بشدة، فاختار الزراعة وهو محبط جدا، لكنه فوجىء بأن في هذه الكلية أقوى فريق تمثيل في مصركلها، فقد كان الفنان عادل إمام متخرجا فيها ولكنه على اتصال دائم بها، وصلاح السعدني كان في البكالوريوس ومحسنة توفيق كانت طالبة بالكلية، وظلت فترة فى البكالوريوس، ولحق بها المنتصر بالله وامتحنا معا في التخرج، وحصل على بكالورويس الزراعة فى أوائل سبعينات القرن الماضي، وعمل لفترة مهندسيا زراعيا، ثم التحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية.

المسرح

خلال دراسته بالمعهد كان يشترك ببعض الأدوار الصغيرة في فرق الهواة والتليفزيون والسينما، إضافة إلى اتجاهه للعمل مع الفنان الكبير فؤاد المهندس، الذي تبناه وبدأ يسند إليه بعض الأدوار الصغيرة، حتى استطاع أن يؤكد حضور موهبته كممثل قوي وكوميديان جذب إليه الأنظار، وتخرج من المعهد في 1977، وقدم ما يزيد على 30 عرضا

وتعتبر مسرحية «عائلة سعيدة جدا» التي قدمها للمسرح الكوميدي مع السيد بدير وأمين الهنيدي وزبيدة ثروت بداية شهرته، وبعدها أخذه فؤاد المهندس معه عام 1986 في مسرحية «علشان خاطر عيونك» ثم توالت العروض.

السينما:

أما السينما فقد قدم 44 فيلما، أغلب أدواره فيها كانت مساعدة لكنه استطاع أن يترك بصمته فيها، وكان أول فيم اشترك فيه "احترسي من الرجال يا ماما" عام 1975، ويعد من أهم أفلامه التى قدم فيها أدوارا جادة تثبت موهبته وقدرته على أداء كل الأدوار فيلم "سواق الأتوبيس" مع الفنان نور الشريف، وفيلم "ضد الحكومة مع الفنان أحمد زكي.

التليفزيون والإذاعة:

حقق المنتصر بالله انتشارا واسعا من خلال شاشة التليفزيون التى قدم خلالها 94 عملا تليفزيونيا تراوحت بين المسلسلات وتمثيليات السهرة، أثبت تواجدا وحضورا قويًا لدى المشاهد منها مسلسلات: «أرابيسك، عيون، صباح الخير يا جاري، اللقاء الثاني، أبناء ولكن، الحب وسنينه، وغيرها»، كما قدم عددا كبيرًا من الأعمال الإذاعية إضافة إلى خوضه تجربة تقديم بعض البرامج التليفزيونية منها: «آخر كلام»، وبرنامج «لا أرى لا أسمع».

مرضه ورحيله:

بدأت حكايته مع المرض في 2008 حيث أصيب بجلطة فى المخ، نتج عنها الدخول في غيبوبة طويلة تركت أثرا على الجانب الأيسر، ولقد أشرف على الموت وقتها نتيجة موت ثلاثة فصوص من المخ، ولكنه تعافى منها بعد خضوعه للعلاج والعلاج الطبيعي، وتكفل بالعلاج كاملا ولم يوافق على فكرة العلاج على نفقة الدولة، وفي محاولة للخروج من من دائرة المرض، والعودة إلى العمل في 2010، طلب من وزير الثقافة آنذاك، فاروق حسني، بصفته صديقا عزيزا أن يسند له دورا مسرحيا في إحدى مسرحيات الدولة، خاصة أنه كان معينا في المسرح الكوميدي.

قبل وفاته العام الماضي بفترة قصيرة، زهد عن الكلام عن الناس، أوقف جلسات العلاج الطبيعي بسبب أزمة فيروس كورونا، ولم يخرج من غرفته، وتم نقله إلى المستشفى العسكري بالإسكندرية، حيث تم اكتشاف إصابته بثلاث جلطات في المخ، ووافته المنية هناك في 26 سبتمبر 2020.


مواضيع متعلقة