طعام بالروشتة.. قصة أول مخبز لعلاج مرضى «التمثيل الغذائي» بالزقازيق
طعام بالروشتة.. قصة أول مخبز لعلاج مرضى «التمثيل الغذائي» بالزقازيق
يعيش المئات من أطفال مرضى التمثيل الغذائي وأسرهم بمحافظة الشرقية معاناة قاسية مع المرض الذي ينهش أجساد أبنائهم ولا يتطلب علاجا دوائيا وإنما يحتاج لنظام غذائي صحي يعتمد على توفير أطعمة خالية من البروتين والجلوتين.
إعلان جامعة الزقازيق عن افتتاح أول مخبز للتغذية العلاجية الخاصة بالأطفال بمستشفيات جامعه الزقازيق وهو الأول من نوعه على مستوى المحافظة، وكان بمثابة طوق النجاة لأهل المرضى الذين يوفرون الطعام بصعوبة لأطفالهم ليبدوأ في التردد على المخبز حاملين في أيديهم الروشتات المدون بها أنواع الأطعمة التي كتبها الطبيب بينما تتعلق قلوبهم بالشفاء.
وقالت «فايزة رمضان»، والدة طفل مصاب بمرض التمثيل الغذائي إن المرض لم يكن المشكلة الوحيدة التي تواجههم وإنما توفير الطعام المخصص لعلاج مثل هذه الحالات كان مشكلة أكبر.
وأشارت إلى أنه تم اكتشاف إصابة ابنها بعد الولادة عقب تحليل الغدة، موضحة أنه حال عدم توافر الأدوية اللازمة تتعرض حياة الأطفال للخطر ويتعرضون لمضاعفات منها تسمم في الدم وتضخم الكبد والإعاقة وصولا إلى حد الوفاة، مشيدة بالمخبز الذي أنشأته الجامعة.
وقال «فهمي عبدالدايم»، إلى أن لديه طفلين يعانيان من الإصابة بالمرض أحدهما عمره 3 سنوات والأخر 6 سنوات، مشيرا إلى أن المرض قد يكون وراثيا أو غير وراثي وأنه منذ ولادة الطفل وتبين إصابته بهذا المرض ليبدأ رحلة علاج طويلة تتمثل في إجرء تحاليل بصفة مستمرة كما أن توفير الأغذية لهم أمرا في غاية الصعوبة بخلاف أنها إذا وجدت تكون الأسعار مرتفعة جدا، مشيرا إلى أن توفير الأغذية التي تتناسب مع جميع المراحل العمرية سيساعد على تحفيف الأعباء عن كاهلهم ويضمن سهولة توفير الغذاء لأبنائهم.
ومن جانبه قال الدكتور رئيس جامعة الزقازيق إن هذا المخبز يعد الأول من نوعه في منطقتي الوجه البحري والقبلي، ويعد إضافة في مجال الخدمات الصحية لفئة خاصة من الأطفال المرضي الذين يحتاجون للرعاية وتنفيذ برنامج غذائي دقيق يتوافق مع نوع العلاج والرعاية المقدمة لهم، في إطار الجهود التي تبذلها الدولة من أجل تطوير الخدمات الصحية المقدمة للأطفال المصابين بأمراض التمثيل الغذائي وحساسية القمح وحساسية الطعام والحمية الكيتونيه.
وأضاف الدكتور عبد السلام عيد عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات أن هذا المخبز يمثل إحدي الخدمات المتميزة التي تقدمها وحدة الوراثة والتمثيل الغذائي بمستشفى الأطفال الجامعي، مشيرا إلى أن المخبز واحد من القلائل على مستوى الجمهورية الذي يقدم هذه الخدمة المتمزة، لافتا إلى أنه في حال حصول الأطفال المرضى على أطعمة عادية تحتوى على بروتينات يفاقم من مشكلاتهم الصحية حيث يسبب لهم ذلك تأخر عقلي وتشوهات وتأخرات في النمو.
وتابع: «الحل في مثل هذه الحالات ليس العلاج بالأدوية وإنما في توفير الأطعمة الخالية من المواد التي تسبب لهم هذه الأضرار وعند منع هذه المكونات من الدخول لأجسادهم يمكن أن ينمو الطفل بطريقة طبيعية».
واشار إلى أنه يتم تشخيص إصابة الأطفال بمرض التمثيل الغذائي من خلال التشخيص المبكر عن طريق إجراء فحوصات وتحاليل مباشرة عقب الولادة وحال ثبوت الإصابة يتم تسجيل الطفل في وحدة التمثيل الغذائي بمستشفى الجامعة وهي وحدة تم إنشائها حديثا وتستقبل مئات الأطفال حيث يتم صرف لهم ألبان لا تحتوي على البروتين وعندما يكبر الطفل ويتناول الطعام يحتاج إلى تغذية خالية من البروتين أو بها نسبة قليلة جدا حسب حالة كل طفل.
وقال الدكتور وليد ندا المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة الزقازيق أن المخبز ليس مصنع للطعام وإنما للدواء وهذا الدواء عبارة عن مخبوزات معينة تعويضا للاطفال الذين يعانون من أمراض التمثيل الغذائي وحساسية القمح وحساسية الطعام والحمية الكيتونيه، وأن هذه المخبوزات يتم إنتاجها من أنواع خاصة جدا من الدقيق خالي البروتين وخالي من الجلوتين، ولفت إلى وجود 30 منتج من المخبوزات مثل العيش ومنتاجاته والحلويات المختلفة مثل البسكوت والجاتوه والبسبوسة وبدائل اللحوم والأسماك والفراخ والبيض.
وأوضح أن وحدة التمثيل الغذائي في جامعة الزقازيق مسجل بها 250 طفلا يتم توزيع المنتيجات عليهم: «نحن على استعداد لتوزيع المنتجات لأي أطفال يعانون من هذا المرض على مستوى الجمهورية».
وأكدت الدكتورة وسام عبد المنعم المدير العام لمستشفي الأطفال أن توفير هذه الخدمة بالقرب من المريض أدى بالتبعية إلى تحسن حالة المريض نظرا لاعتمادهم على الحمية الغذائية الخاصة مدى الحياة، مضيفة أن إنشاء هذا المخبز يعتبر من الخدمات التى رفعت عن هؤلاء المرضى وأسرهم مشقه البحث الدائم عن مصدر لتوفير هذه المنتجات نظرا لندرة هذه الخدمة.
وأضافت مدير مستشفي الأطفال أن افتتاح هذا المخبز يعتبر من المراحل المهمه جدا والاساسيه لخدمه وعلاج مرضى التمثيل الغذائى وايضا مرضى حساسيه القمح والجلوتين . وايضا جميع انواع التغذيه الخاصه والحميات الغذائيه المختلفه.