سياسيون: نرفض التدخل العسكرى المصرى فى ليبيا

كتب: ياسمين محفوظ وكريم كيلانى

سياسيون: نرفض التدخل العسكرى المصرى فى ليبيا

سياسيون: نرفض التدخل العسكرى المصرى فى ليبيا

أبدى عدد من الخبراء السياسيين والأمنيين والأحزاب، اعتراضهم على إمكانية التدخل العسكرى المصرى فى ليبيا للقضاء على الأزمة المشتعلة هناك، واتفقوا على ضرورة ألا تنجر مصر إلى معارك تستهدف إنهاك قدرات جيشها لصالح أطراف خارجية، والقضاء على مكتسبات الشعب المصرى فى الفترة الماضية. وقال توحيد البنهاوى، أمين عام الحزب العربى الديمقراطى الناصرى، لـ«الوطن»، إن أولوية الجيش المصرى تتمثل فى الحفاظ على الأمن القومى للبلاد، وحماية أرواح المصريين، لكن غير منوط به التدخل لحل الأزمة الليبية التى هى مسئولية حلف الناتو الذى تدخل لإسقاط ليبيا وتركها فى أيدى الجماعات الإرهابية. وأضاف: «القوات المسلحة، لا يجب استدراجها للأزمة الليبية إلا فى حالة المساس بأمن الحدود الغربية للبلاد، ووجود خطر داهم يهدد الدولة، أو يُهدد أرواح المصريين فى الخارج، لافتاً إلى أن الوضع الأمنى فى ليبيا سيتحول فى وقت قريب إلى ما يشبه الحال فى أفغانستان والصومال، ما يجعل من الصعب على أى قوى خارجية التدخل فيها وإلا ستنهار قواتها»، لافتاً إلى أن الناتو هو الذى سمح بوجود العناصر الإرهابية فى ليبيا، وهو المنوط به الآن حل الأزمة هناك، خصوصاً أن مصر تواجه العديد من المؤامرات من أطراف خارجية تسعى لجر البلاد وجيشها للمجهول من أجل إنهاك قدراته. وقال محمد سامى، رئيس حزب الكرامة، إن التدخل العسكرى المصرى فى ليبيا أمر مرفوض، لكن فى حالة الضرورة القصوى وبالتنسيق مع الحكومة الشرعية الحاكمة، يمكن تأمين العاملين المصريين هناك، مضيفاً: «فى حالة التدخل العسكرى المصرى فى ليبيا، سيجد الجيش نفسه أمام مستنقع لإنهاك قدراته، وتحقيق مصالح دول أخرى فى القضاء على المكتسبات التى حققها الشعب خلال الفترة الماضية». وشدد «سامى» على أن حماية الأمن القومى المصرى، والحدود من أى تدخل للعناصر الإرهابية أمر لا تنازل عنه، لكن يجب أن يحدث ذلك دون اجتياح عسكرى مصرى، وعلى السلطات الليبية والمصرية، العمل على إيجاد أفضل السبل الدبلوماسية والسياسية لإنهاء الأزمة. من جانبه، قال الدكتور وحيد عبدالمجيد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه لا يوجد مبرر حتى الآن لأن تتورط مصر فى مستنقع لا قرار له، وتحميل البلاد مزيداً من الأعباء، وفتح مزيد من الجبهات التى تستنزف قدرات مصر وإمكانياتها، مطالباً بالتركيز على تأمين حدود مصر الغربية، بكفاءة عالية، ومتابعة الوضع والقيام بالدور الذى أسند لمصر فى اجتماع دول الجوار الليبى، وهو التوسط بين الأطراف المتصارعة هناك، فضلاً عن الدور السياسى لحل الأزمة. ووصف خالد عكاشة، الخبير الأمنى، دعوات التدخل العسكرى المصرى، فى ليبيا، بغير المسئولة، التى تدفع بالأمور لمزيد من التأزم، وتسعى لتغيير السياسة المصرية فى المنطقة، مضيفاً: «مصر لم تتورط فى هذه الأعمال من قبل على مر تاريخها، وهناك أساليب عديدة لحل هذه الأزمة للدفاع عن مصر وأمنها دون اللجوء للتدخل العسكرى فى ليبيا، ويعتبر التعاون الإقليمى بين تونس والجزائر، من الأدوات الناجحة لمحاصرة هذه المخاطر». وأشار «عكاشة» إلى أن حل الأزمة السياسية داخل النظام الليبى الحالى، ودعمه بقوة من دول الجوار قد يسهم فى انتشاله من مستنقع الإرهاب، لافتاً إلى أن الظرف الحالى فى المجتمع العربى يحتم على مصر التعامل بدقة فى مسائل انفجار اللغم الإرهابى داخل أكثر من دولة. وأكد اللواء سامح سيف اليزل، مدير مركز الجمهورية للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الحلول العسكرية لا تأتى إلا بعد فشل كافة الحلول الأخرى، منها المساعى الدبلوماسية والتعاون المشترك، لأن للتدخل العسكرى حساباته، وهو قرار شديد الخطورة والحساسية.