«دير سانت كاترين» قلعة مقدسة على أرض جنوب سيناء تحتوي على كنوز

كتب: حماده الشوادفي

«دير سانت كاترين» قلعة مقدسة على أرض جنوب سيناء تحتوي على كنوز

«دير سانت كاترين» قلعة مقدسة على أرض جنوب سيناء تحتوي على كنوز

دير سانت كاترين، قلعة مقدسة على أرض محافظة جنوب سيناء، لكونه يشبه حصون القرون الوسطى، وشيد سوره بأحجار من الجرانيت، كما تعد مدينة سانت كاترين منطقة جذب للرهبان منذ العصور المسيحية الأولى.

الشيخ أحمد أبوراشد مستشار دير سانت كاترين لشؤون البدو، قال إن الدير يقع أسفل جبل سيناء، بمنطقة جبلية وعرة المسالك وحبى الله هذه المنطقة بطبيعة مناخ لا مثيل لهما، ويوجد بغرب الدير وادي الراحة.

دير سانت كاترين، له سور عظيم يحيط بعدة أبنية داخلية بعضها فوق بعض تصل إلى أربعة طوابق تخترقها ممرات ودهاليز معوجة.

ويعد قلعة مقدسة، حيث إنه يشبه حصون القرون الوسطى، وسوره مشيد بأحجار الجرانيت وبه أبراج في الأركان ويبلغ ارتفاع أسواره بين 12 و15 مترًا.

 وأوضح أبو راشد، أنه يعود بناء الدير إلى القرن الرابع الميلادي، عندما أمرت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين عام 342 ميلادية ببناء دير يحوي كنيسة عرفت باسم كنيسة العذراء عند موقع الشجرة المقدسة أو العليقة الملتهبة، وفي القرن السادس الميلادي أمر الإمبراطور جوستنيان ببناء كنيسة في نفس هذه البقعة عرفت باسم كنيسة «التجلي».

وأكد مستشار الدير، أن الدير يضم عددًا من المباني المختلفة أهمها الكنيسة الكبرى، وكنيسة العليقة والجامع، والمكتبة فضلًا عن قلايا الرهبان ومعصرة وطاحونتين، ومخازن للحبوب والمؤن، وآبار للمياه، وأن الكنيسة الكبرى تقع في الجزء الشمالي من الدير وتسمى بالكنيسة الكبرى أو الكاتدرائية، وهى مشيدة على طراز «البازيلكا» الذي كان شائعا وقت بنائها، وقد عرفت في عصر الإمبراطور جوستنيان باسم كنيسة التجلي، وبداخل الكنيسة صفان من الأعمدة يبلغ عددهم 12 عمودًا تمثل شهور السنة الميلادية، وعلى كل جانب يوجد 4 هياكل يحمل كل منها اسم أحد القديسين.

وأشار إلى أنه على الرغم من تعرض الكنيسة الكبرى بالدير للتلف على مر العصور المختلفة إلا أن الجزء الأكبر من سقفها ظل محفوظاً، وتوجد بعض الكتابة القديمة على أجزاء منه من بينها «لأجل تحية ملكنا التقى جوستنيان العظيم».

ويوجد في صدر الكنيسة حنية مستديرة زين سقفها وجوانبها بالفسيفساء وهي أهم معالم الدير كله لكونها أشهر الفسيفساء المسيحية في العالم بأكمله، ولا يضارعها في قيمتها الفنية إلا فسيفساء أيا صوفيا في استانبول، وتمثل هذه الفسيفساء مناظر من العهد القديم والعهد الجديد، والمنظر الرئيسي فيها يمثل السيد المسيح في الوسط، وعلى يمينه العذراء وعلى يساره موسى، بينما بطرس مستلقيا عند قدميه، وعلى الجدار يوجد منظران يمثل أحدهما موسى يتلقى الشريعة فوق جبال سيناء، والثاني يمثل موسى، وقد ركع أمام الشجرة وامتدت إليه من فوق لهيبها يد الله مشيرة إليه.

وأوضح أنه يوجد تحت سقف هذه القبة والفسيفساء التابوت الذي وضعت داخله بقايا جثة القديسة كاترين داخل صندوقين من الفضة، في أحدهما جمجمة القديسة وفوق الصندوق تاج من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة ويحتوي الآخر على يدها اليسرى، وقد حليت بالخواتم الذهبية والفصوص الثمينة، وفي الناحية الأخرى صندوقين كبيرين من الفضة على كل منهما صورة القديسة كاترين وداخلهما هدايا ثمينة، ما أهداه الملوك والموسرون إلى الدير وفي كل مكان بالكنيسة تنتشر الأيقونات الجميلة ذات الأهمية التاريخية الكبرى.

وتعرض نحو 150 أيقونة من مجموع حوالي 2000 أيقونة من بينها أيقونات نادرة المثيل صنعت في القرن السادس، كما يعود جزء منها إلى أوائل العهد البيزنطي، تبدو الكنيسة أشبه بمتحف للفنون.

أما أقدس مكان في الكنيسة فيقع خلفها، ويمكن الوصول إليه من الجانبين، وهو هيكل الشجرة أي المكان الذي يعتقد أن سيدنا موسى وقف فيه عندما تجلى الله له وخاطبه، وفقًا لـ«أبو راشد».

وعن المسجد، أشار إلى أنه يقع أمام الكنيسة الرئيسية أنشأ في العصر الفاطميين تنفيذًا لرغبة الوزير أبو النصر أنوشطاقين عام 500 هجرية أي في عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله.

كما ترجع شهرة دير سانت كاترين إلى المكتبة التي تقع في الطبقة الثالثة من بناء قديم جنوب الكنيسة الكبرى، وتضم المكتبة العديد من المخطوطات النادرة وعدداً من الوثائق والفرمانات التي أعطاها الخلفاء والحكام للدير، أشهرها الوثيقة المحمدية، ويقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطى فيها الأمان للدير والرهبان، ويعتقد أنها كتبت بيد علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، وهي معروضة الآن بحجرة الأيقونات، ويبلغ عدد مخطوطات المكتبة نحو 6000 مخطوط، فضلًا عن نحو 2000 وثيقة وفرمان أعطاها الولاة للدير ومعظمها من العصر الفاطمي.

وتابع أن الدير يضم معصرة لاستخراج الزيت من الزيتون وبئر ماء وشجرة العليقة ومخزن قديم للطعام وحوله حديقة واسعة بها حجرة للجماجم تجمع رفات الرهبان، وفى أعلى جبل موسى كنيسة صغيرة يصعد إليها الزائرون وعلى مقربة منها مسجد صغير.

ويضم الدير معصرة لاستخراج الزيت من الزيتون وبئر ماء وشجرة العليقة ومخزن قديم للطعام وحوله حديقة واسعة بها حجرة للجماجم تجمع رفات الرهبان، وفى أعلى جبل موسى كنيسة صغيرة يصعد إليها الزائرون وعلى مقربة منها مسجد صغير، وفقًا لـ«أبو راشد».


مواضيع متعلقة