عامل يرفع مياه الأمطار بذراع مكسورة: «لو قعدت ولادي هيجوعوا» 

كتب: سمر عبد الرحمن

عامل يرفع مياه الأمطار بذراع مكسورة: «لو قعدت ولادي هيجوعوا» 

عامل يرفع مياه الأمطار بذراع مكسورة: «لو قعدت ولادي هيجوعوا» 

يستيقظ منذ الصباح الباكر، يرتدي ملابسه ثم يخرج إلى عمله، متوكلاً على الله داعياً أن يرزقه برزق أولاده الـ3، لم يستسلم لشعوره بالتعب وإصابته بكسر في ذراعه الأيسر، يصر على مواصلة عمله في شفط مياه الأمطار من شوارع قرية «شابة»، التابعة لمركز دسوق، في محافظة كفر الشيخ.

ورغم إصابة الأب «إسماعيل أحمد عبد النبي»، بكسر في الذراع، إلا انه لم يستطع الحصول على إجازة بسبب عمله بـ«اليومية» بنظام «ساركي» في الوحدة المحلية بمركز دسوق، ما جعل العديد من أبناء كفر الشيخ يطالبون بتكريمه وتعيينه في وظيفة تعينه على تدبير احتياجات أبنائه.

«باشتغل على دراعي باليومية كعامل ساركي في الوحدة المحلية، علشان أقدر أصرف على أولادي الـ3، ولو قعدت يوم من الشغل مش هلاقي أكل لولادي اللي هيموتوا من الجوع»، بهذه العبارة لخص «إسماعيل»، ابن قرية «أبو زيادة»، التابعة لمركز دسوق، مأساته لـ«الوطن»، مشيراً إلى أنه كان يعمل منذ سنوات في السعودية، وحينما عاد إلى بلده، لم يجد وظيفة حكومية، فقام بفتح محل حلاقة، داخل بيته، بالإضافة إلى عمله بالوحدة المحلية بنظام «الساركي»، الذي يتم حسابه عليه بصفة يومية. 

الأهالي: «بيشتغل بإخلاص»

جائحة كورونا التي انتشرت في العالم كله، جعلت بعض المواطنين يتخوفون من الذهاب إلى صالونات الحلاقة، خوفاً من انتقال العدوى إليهم، وهو ما كان له وقع وتأثير كبير على «إسماعيل»، الذي أكد قائلاً: «يعني شغال عامل على سيارة جمع القمامة وكسح المياه بالساركي في الوحدة المحلية، وجنب الشغل كنت فاتح محل حلاقة صغير في بيتي، لكن طبعاً كورونا أثرت عليا، وكل واحد بقى بيحلق في بيته، فاعتمدت على ربنا، وعلى شغلي باليومية في الوحدة المحلية، ولو قعدت يوم مش بأقبض».

وتحدث «إسماعيل» عن قصة ظهوره في بعض الصور المتداولة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قائلاًً: «عادي، الدنيا طبعاً كانت بتمطر كتير، ومفيش إجازات، وكمان اليوم اللي بأخده إجازة بيتخصم من يوميتي، فتعرضت للإصابة في العمل في أحد الأيام، ولأنني شغال باليومية، مفيش حاجة اسمها إجازة بسبب إصابة العمل، فجبست دراعي، وعادي نزلت الشغل، وحاولت اشتغل بأيد واحدة، وكان زمايلي بيساعدوني، وكمان احنا بنساعد البلد في الظروف الصعبة دي».

يتمتع «إسماعيل» بحب من حوله، ويتسم بأمانتة وإخلاصه في عمله، وفق ما أكد العديد من زملائه وأصدقائه، ما جعل الأهالي يطالبون بتكريمه، وعبر «محمد سلطان»، أحد أهالي القرية، عن ذلك المطلب بقوله: «لازم عم إسماعيل يتكرم، راجل دراعه مكسورة، ومع ذلك بيشتغل علشان ميمدش أيده لحد، ومحبوب جداً وبسيط وبشوش، وعنده 3 أولاد، محمد وحنين وحنان، وبياكل عيش بالحلال، علشان كدة لازم يتكرم ويتعين، وياريت نظرة للعمال الغلابة» على حد قوله.


مواضيع متعلقة