في الذكرى الـ19 لحادث قطار العياط.. المحكمة برأت المتهمين وحاكمت الفساد

في الذكرى الـ19 لحادث قطار العياط.. المحكمة برأت المتهمين وحاكمت الفساد
حلت الذكرى الـ19 منذ أيام، على كارثة قطار الصعيد، المعروف بـ«قطار العياط» أو الموت، وهي الواقعة التي شهدت مقتل نحو 361 مواطنا وإصابة العشرات، وفي المقابل، وعلى أثر القضية، برأت المحكمة جميع المتهمين في القضية، البالغ عددهم 11 فردًا.
وأدانت المحكمة، التي ترأسها المستشار سعد عبد الواحد، في حيثيات حكمها، الفساد والتسيب والإهمال في مرفق استراتيجي وحيوي، وهو السكة الحديد، الذي يقدم خدمة لقرابة 5 ملايين مواطن يوميا، بحسب المحكمة.
المحكمة: المتهمون في الأصل ضحايا للكارثة
وقالت المحكمة في حيثياتها: «إن الذين تمت محاكمتهم ما هم إلا ضحايا للكارثة، والمسؤولية الحقيقية عن الحادث المفجع هي من نصيب هيئة السكك الحديدية، وأن المسؤولين في الهيئة أقل ما يوصفون به، أنهم غير أمناء على أرواح الأبرياء»، واصفة الحادث بأنه «كارثة»، و«أن أرواح الأبرياء التي فاضت يوم العيد إلي بارئها تشكو إلى الله ظلم الإنسان، وأن الإهمال والتسيب هو الذي حمل أجسادهم في نعوش إلي ذويهم يوم العيد».
رفض تقرير اللجنة الفنية
ورفضت المحكمة تقرير اللجنة الفنية المشكلة من أساتذة الجامعة، التي رجحت احتمال أن يكون القطار قد احترق بسبب اشتعال موقد كيروسين، واستبعدت احتمال أن يكون احتراقه بركابه بسبب ماس كهربائي قوي، وجاء رفض هيئة المحكمة بسبب أن اللجنة لم تجرِ أي تحليلات معملية واكتفت بالمعاينة عن طريق الملاحظة بالعين والشم والخبرة الشخصية وهي طرق غير علمية ولا يمكن القطع بها.
رفض ادعاء النيابة العامة
كما رفضت المحكمة، ادعاءات النيابة واعتبرتها متأثرة بتصريحات المسؤولين وقت الحادث، كما اعتبرت أن بعض الأقلام في الصحافة وجهت النيابة إلى اتهام هؤلاء المسؤولين الصغار دون التعمق في الأسباب الحقيقية، التي توجب توجيه الاتهام لكبار المسؤولين في هيئة السكك الحديدية.
الحيثيات: طفايات الحريق لم يكن ممكنا الوصول إليها بسبب الزحام الهائل
وكشفت الحيثيات عن أن طفايات الحريق في القطار لم يكن ممكنا الوصول إليها بسبب الزحام الهائل الذي جعل هيئة السكة الحديد تحشر 300 مواطن في مكان لا يتسع لأكثر من مئة، وهو ما جعل كل فرد لا يكاد يجد لنفسه موطئا لقدمه إلا بالكاد، موضحة أن الطفايات كانت مملوءة بسائل مغشوش لا يصلح لإطفاء الحريق.
كما كشفت الحيثيات أيضا عن حصول موظفي هيئة السكة الحديد والعاملين في النقل والمواصلات على جنيه واحد من قيمة كل تذكرة قطار لزيادة مواردهم ثم يأتون لأقفاص الاتهام بمن هم في حقيقة الأمر من ضحايا الحادث أيضا.