سائق «توك توك» يعيد ذهب وأموال عروس أجنبية.. «عم أحمد لقمته حلال»

سائق «توك توك» يعيد ذهب وأموال عروس أجنبية.. «عم أحمد لقمته حلال»
- توك توك
- أرض اللواء
- عروس
- جيبوتي
- سائق يعيد حقيبة
- بولاق
- سائق توك توك
- توك توك
- أرض اللواء
- عروس
- جيبوتي
- سائق يعيد حقيبة
- بولاق
- سائق توك توك
حاملة فستانها الأبيض، الذي يضفي جمالا إلى بشرتها السمراء الأفريقية، بينما ترتسم على وجهها علامات السعادة والراحة عقب ركضها الأيام الماضية لمحاولة إنهاء تفاصيل عرسها بمصر التي تبعد آلاف الأميال عن وطنها، حيث تستعد لبدء جلسة المكياج لها ببهجة، ولكن سرعان ما تبدل حالها للصدمة والبكاء الشديد، عقب فقدانها لحقيبتها الشخصية التي وضعت داخلها ذهبها وأموالها وأدوات زينتها وطرحة الزفاف.
حالة حزن وصدمة بالغة سيطرت على عروس من جيبوتي، يوم السبت الماضي، داخل صالون تجميل في منطقة أرض اللواء، قبل جلسة مكياجها، لتبكي بشدة لفقدانها كل أموالها وذهبها وشبكتها وطرحتها التي كان من المفترض ارتداؤها، دون أن تتذكر المكان الذي فقدت حقيبتها به، لتحاول مالكته الفلسطينية هبة عبود تهدأتها ومساعدتها للوصول إلى ممتلكاتها، قبل أن تفشل محاولتهن وتخبرها بـ«أن ربنا هيعوضها خير وتكمل يومها وفرحها عادي واحنا هنساعدها».
«عم أحمد» يرفض مكافأة إعادته للحقيبة: ربنا مغرقنا بخيره وحلاله
بعد مرور ما يزيد على نصف ساعة، حتى دق جرس باب مركز التجميل عدة مرات، ليقطع حالة الحزن المسيطرة في الداخل بعدما كانت أصوات الأغاني والزغاريد تعلو به، لتجد «هبة» أمامها رجل أربعيني بسيط يحمل حقيبة أنثوية ويسألها عن صاحبتها التي فقدتها في التوك توك لديه بعد توصيله لها للمركز، لتتفاجأ بإعادته كل ممتلكاتها.
«بعد ما وصلت العروسة، ركبت زبونة تانية، وبعدين قابلت ابني في الشارع وهو اللي لقى الشنطة، دورت فيها وعرفت أنها بتاعة العروسة من الدهب والطرحة»... دقائق بسيطة بالنسبة لأحمد عبدالقوي، سائق التوك توك، حتى اكتشف فقدان العروس الجيبوتية لحقيبتها التي عثر داخلها أثناء محاولته البحث عن أوراق شخصية لمالكتها على الذهب والأموال وأدوات الزينة وطرحة الزفاف، ليقرر إعادتها إليها سريعا، حرصا على الأمانة، رغم حاجته الماسة إلى المال، ولكنه «مش بقبل الحرام، والحمدلله ربنا غانينا من الحلال».
كما رفض «عم أحمد» السائق الأربعيني الحصول على مكافأة بعد إعادته للحقيبة، رغم إلحاح مالكة الصالون، التي حرصت على نشر تلك الواقعة لشكره عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، حيث يرى أنه «أنا معملتش حاجة، ودي حاجتها ورجعتلها، وكان حرام تتكسر فرحتها في يوم زي ده».
أحمد عبدالقوي ترك المعمار بعد 30 سنة كورونا.. لجأ لـ«التوك توك»
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي تظهر فيها أمانة «عم أحمد»، الذي عمل كبناء مسبقا لأكثر من 30 عاما بعد خروجه من المرحلة الابتدائية قبل أن يلجأ التوك توك بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، حيث عثر عدة مرات على مفقودات لركابه والتي أعادها لاحقا، بين حقائب وأطعمة وهواتف وغيرهم.
ويأمل سائق التوك توك في ترسيخ تلك السمة والأمانة لدى أبنائه الثلاثة والابتعاد عن المحرمات وأن «الخير اللي بعمله يقعدلهم»، لذلك يحرص على توفير كل الإمكانيات المتاحة لديه لهم، حيث يخرج للعمل في منطقة أرض اللواء وبولاق من السادسة صباحا وحتى الحادية عشر مساء، حتى يتمكن من تلبية احتياجات نجليه «واحد في 3 ثانوي وواحد في 3 إعدادي»، وهو ما أكسبه شهرة واسعة بين أهالي المنطقة.