قصة مقتل شهيد «لقمة العيش» بالشرقية: «باعوا تليفونه بتذكرتين هيروين»

قصة مقتل شهيد «لقمة العيش» بالشرقية: «باعوا تليفونه بتذكرتين هيروين»
قبل أسبوعين، خرج محمد وليد حافظ، 21 عاما، من منزله متوجها لمباشرة عمله بنقل الركاب بواسطة «التوك توك» الخاص به في مركز أبوحماد بمحافظة الشرقية، وقبل مغادرته ودع أسرته طالبا من والديه الدعاء له، لكنه لم يكن يعلم أنه سيكون الوداع الأخير، وسيعود لهم جثة هامدة؛ إذ لقي مصرعه على يد عاطل حاول سرقة مركبته.
«منه لله قتل ابني وحرمنا منه عشان يسرقه.. باع موبيله بتذكرتين هيروين.. روح بني أدم تضيع عشان تذكرتين هيروين».. بتلك الكلمات بدأ وليد حافظ، والد المجني عليه حديثه لـ«الوطن»، مضيفا: «محمد كان ابني الكبير.. وضهري وسندي»، مشيرا إلى أنه لديه 3 أبناء آخرين.
وأوضح وليد حافظ: «محمد شال الهم بدري وبدأ يشتغل وعمره 12 سنة عشان يسعدني في تحمل نفقات المعيشة، خصوصا بعد إصابتي بطلق ناري على يد بلطجية هاجموني لسرقة التوك توك ف عام 2012، وعدم قدرتي على الحركة إلا بصعوبة».
وحول تفاصيل الواقعة، قال الأب المكلوم: «أثناء خروج ابنى من المنزل استوقفنه عند الباب وطلبت منه أن لا يتأخر في العمل، فرد قائلا: «أنا عاوز أشتغل أطول وقت عشان أوفر مصاريف البيت وأدفع قسط الموبيل»، وأجهش في البكاء: «لو كنت أعرف اللي هيحصله مكنتش تركته يخرج.. الصبر من عندك يارب».
وأضاف الوالد: «بعد تأخره في العودة إلى المنزل اتصلت للاطمئنان عليه، ولكن الهاتف كان خارج نطاق الخدمة، وبعد مرور فترة من الوقت شعرت بالقلق وسألت زملائه وأقاربه عنه لكن جميعهم أكدوا انه غير متواجد معهم، ما دفعني للتوجه إلى مستشفى أبو حماد المركزي للسؤال عنه، وأخبرني موظف بالاستقبال أنه لم يتردد على المستشفى، وأثناء خروجي قال لي أحد أفراد الأمن أن المستشفى تلقى إشارة بالعثور على شاب في نفس عمر ابني ناحية كوبري العباسة، مصاب بجروح طعنية».
وتابع والد الشاب: «توجهت برفقة زوجتي إلى كوبري العباسة وفي الطريق أجهشت زوجتي بالبكاء مرددة عبارات: أنا حاسة أن ابني مش بخير»، مشيرا إلى أنه «بمجرد وصولنا فوجئنا بتجمع عدد من الأهالي، وتواجد الشرطة وما أن رأيناه وجدنا غارقا في دمائه ومصابا بجروح قطعية».
وأكد الأب: «كنا نتمنى أن يكون مازال حيا ولكننا وجدناه قد فارق الحياة»، لافتا إلى أنه نقل إلى مستشفى الزقازيق الجامعي للتحفظ عليه في مشرحة المستشفى، وانتداب الطب الشرعي لتشريحه.
وأشار وليد حافظ، إلى أن الشرطة توصلت إلى أن وراء ارتكاب الواقعة «حسين. ا. ح»، حيث طلب منه توصيله إلى قرية العباسة، وفي الطريق اعتدي عليه مستخدما سلاحا أبيضا، وسدد له 3 طعنات، ما أدى لوفاته، منوها إلى أن المتهم استولى على هاتف ابنه الذي كان اشتراه قبل وفاته بمبلغ 4500 جنيه «قسط».
فيما باع المتهم بالاشتراك مع المتهمين الثاني والثالث الموبايل، مقابل تذكرتين هيروين، وأوضح الأب أن الأول فشل في سرقة «التوك توك»؛ إذ تعثر في قيادته فألقاه في الترعة، ولاذ بالفرار.
وكان اللواء إبراهيم عبدالغفار، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة أبو حماد، يفيد تلقي المركز بلاغا بالعثور على جثة شاب مصابا بعدة طعنات، ملقى ناحية مصرف أسفل كوبري العباسة.
وانتقلت قوة من الشرطة بإشراف الرائد محمد درويش، رئيس مباحث المركز لإجراء التحقيقات والفحوصات اللازمة، وتبين أن الجثة لشاب يدعى «محمد.خ. خ»، سائق توك توك، مقيم بقرية الأسدية التابعة لمركز أبو حماد، وبمعاينة الجثة تبين إصابته بعدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسده، ما أدى لوفاته.
وتبين أن وراء الواقعة 3 عاطلين، وضبطوا وتحرر محضرا بالواقعة، وأخطرت النيابة التي تولت التحقيق.