أهالي «البسيونية» يروون تفاصيل تركيب أكبر ساقية في مصر بالفيوم (صور)

أهالي «البسيونية» يروون تفاصيل تركيب أكبر ساقية في مصر بالفيوم (صور)
- الفيوم
- السواقي
- البسيونية
- سواقي الفيوم
- سواقي الهدير
- الفيوم
- السواقي
- البسيونية
- سواقي الفيوم
- سواقي الهدير
ساقية ضخمة تدور في بحر «سيلا»، لترفع المياه من الأسفل إلى ارتفاع أكثر من 8 أمتار، بينما يتعالى نعيرها، والذي يُشبه صوت فيل غاضب، فيما تداعبها أوراق الأشجار التي تتراقص حولها بفعل برودة الطقس وسرعة الرياح، في مشهد جمالي يأسر العينين، بينما تقوم تلك الساقية بري أكثر من 66 فداناً يترفع مستواها عن سطح البحر.
«رجب محمد عبد العليم مرسي»، أحد المزارعين بقرية «البسيونية»، تحدث لـ«الوطن» قائلاً إنّ تلك السواقي موجودة في قريتهم منذ أكثر من 200 سنة، حيث توارثوها أباً عن جد، ويحرصون على تجديدها كل 5 سنوات، حيث تتكلف ما يقرب من 80 ألف جنيه، يدفعها الفلاحون من جهودهم الذاتية، لتوفر عليهم عناء الري على مدار 5 سنوات.
وأوضح «رجب» قائلاً إن تلك الساقية، التي قاموا بإعادة تركيبها قبل عدة أيام، هي أكبر ساقية موجودة على مستوى الجمهورية، حيث يبلغ ارتفاعها أكثر من 8 أمتار، وتستخدم لري أكثر من 66 فداناً، حيث ترتفع الأراضي الزراعية عن سطح البحر بمسافة تتراوح بين 6 و8 أمتار، ويصعب عليهم ريها بسبب ارتفاعها، وتحتاج إلى مواتير كبيرة، تستهلك كمية كبيرة من البنزين، مما يكلفهم مبالغ طائلة، ولذلك فإنهم يعتمدون على الساقية.
وأشار إلى أنّ الساقية لا تضر البيئة، بخلاف مواتير الكهرباء، التي تتسبب في حدوث بقع زيت بالمياه، وتتسبب في أحيان كثيرة في إيقاف عمل محطات مياه الشرب، وانقطاعها على مستوى المحافظة، بخلاف السواقي التي لا تضر بالبيئة بأي شكل من الأشكال.
وكشف أنّ الساقية يتم صناعتها من الخشب والحديد فقط، وتستخدم في الري حيث تبدأ بالدوران بقوة اندفاع المياه من الهدارات، فتحمل المياه من الأسفل إلى الأعلى، وتعمل طوال الوقت بقوة، فتدفع المياه للأعلى ثم تلتقط منها المواسير التي وصلها الأهالي المياه لتوصلها إلى أراضيهم التي تتجاوز مساحتها 66 فداناً لترويها باستمرار.
وأضاف أنّ قرية «البسيونية» تضم 3 سواقي، أكبرها تلك الساقية التي تقع في منخفض بحر «سيلا»، على بُعد خطوات من السكة الحديد، موضحاً أنّه في يوم تركيب الساقية الجديدة، يكون بمثابة احتفال لهم، حيث يجتمع أكثر من 50 رجلاً من أهالي القرية، لحملها وتركيبها برفقة صانعيها، بالإضافة إلى أطفال القرية، الذين يتجمعون ليستمتعوا بمشاهدتها.
وفي ختام حديثه، طالب «رجب» المسئولين بضرورة مساعدتهم في صيانة تلك السواقي كل 5 سنوات، أو حتى في المبالغ المالية المطلوبة لصناعتها، حيث يجمعون ما يقرب من 100 ألف جنيه بالجهود الذاتية، وهو مبلغ كبير بالنسبة للفلاحين.
وتضم محافظة الفيوم ما يقرب من 224 ساقية في مختلف المراكز، حتى أصبحت رمزاً وشعاراً لها، ويرجع تاريخها إلى أكثر من 2000 سنة، حيث استخدمها المصري القديم في ري الأراضي الزراعية، نظراً لكون معظم أراضي الفيوم منخفضة عن سطح البحر.