وجبات ساخنة وبطاطين للمشردين.. مبادرة «سمير» ورفاقه في الطقس السيئ

وجبات ساخنة وبطاطين للمشردين.. مبادرة «سمير» ورفاقه في الطقس السيئ
- الطقس
- الطقس السيء
- الأمطار
- انخفاض درجة الحرارة
- موجة الطقس السيء
- رياح
- سقوط أمطار
- الطقس
- الطقس السيء
- الأمطار
- انخفاض درجة الحرارة
- موجة الطقس السيء
- رياح
- سقوط أمطار
قبل نحو يومين، وبينما كان الجميع يستمع لتحذيرات الأرصاد الجوية من موجة طقس سيء خلال الأيام المقبلة، لتبدأ كل الأسر في تحضير الوجبات الساخنة التي تبث الدفء، وتجهيز الأغطية الثقيلة وخلافه؛ لم يفكر هؤلاء الشباب في أنفسهم وعائلاتهم، ولكن انشغلوا بالمشردين على الأرصفة، متسائلين كيف يمكنهم حماية أنفسهم من البرد وهم جوعى، وقد افترشوا الأرض والتحفوا السماء؟
كان محمد سمير، الشاب الثلاثيني، يحضر طلبات أسرته من المأكولات التي تمد أطفاله بالدفء في مواجهة موجة البرد القاسية، وبينما كان في طريقه إلى المنزل لاحظ وجود العديد من المشردين على الأرصفة، لتأتيه الفكرة في دعمهم، بتقديم وجبات ساخنة لهم وبطاطين.
في البداية عرض سمير فكرته على أصدقائه، وجميعهم موظفين، ليرحبوا بها ويتحمسوا لتنفيذها، وهكذا بدأ الفريق في التجهيز للفكرة لتنفيذها قبل أول أيام موجة البرد.
«كلنا بنشوف المشردين في البرد بدون غطاء، أو مشروب دافئ، أو وجبة ساخنة، فقلنا أكيد دا هيفرق معاهم»، يقول سمير، مشيرا إلى أن المعاناة التي يعيشها هؤلاء المشردين، الذين ليس لهم مأوي، كان هو الدافع وراء فكرتهم الخيرية.
سمير: اخترنا والجبات بعناية عشان توفر التدفئة
ولأن فكرتهم دافعها فعل الخير فقط، فقد حرصوا على تنفيذها بأفضل شكل ممكن يضمن الاستفادة التامة منها، إذ كان أول شيء اتفقوا عليه، هو تقديم وجبات ذات قيمة غذائية عالية تمد بالدفء، فبدأوا في إعداد دراسة مسبقة، لمعرفة الوجبات التي تساعد على منح التدفئة، «استشرنا دكتور تغذية مشارك معانا في المبادرة، ونصحنا تكون الوجبات مكونة من العدس، اللحوم الحمراء، البطاطا والبطاطس، وكلها بتساعد على الدفء».
وبعد الاستقرار على الأطعمة، بدأ الفريق منذ أول أمس، في تقسيم نفسه لمجموعات، فإحداها تشتري الأطعمة المتفق عليها، ومجموعة أخرى اشترت البطاطين، بينما كان دور زوجاتهم إعداد الوجبات بنفوس راضية، «نظمنا كل واحد هيعمل إيه، والبطاطين نزلنا اشتريناها من أسواق الجملة لتوزيعها على البردانين».
الفريق مكون من 8 أشخاص ونطاق توزيعهم في القاهرة والجيزة
وحول تمويل المبادرة وكيفية حصولهم على النقود اللازمة لتنفيذها، يقول سمير: «كل واحد فينا بيوفر مبلغ من مرتبه حسب احتياجاته ومقدرته، وبيجيب أكل ويطبخه في البيت عشان تشارك الأسرة كمان في الثواب».
ومنذ أول أمس، بدأت عملية توزيع الأغطية، حيث قسم الشباب أنفسهم إلى 4 مجموعات، كل مجموعة تجوب منطقة مختلفة بالقاهرة والجيزة، «وفي أول أيام الموجة الباردة بدأنا توزيع الوجبات على المحتاجين وأيضا البطاطين».
وبدلا من أن يقبع هؤلاء الشباب في منازلهم ليلا تحت الأغطية، كالملايين، كانوا يتجولون ليلا، تحت الأمطار والبرد، في مناطق مختلفة، بحثا عن المشردين لمنحهم الوجبات الغذائية والأغطية، ضاربين بهذا مثلا في التكافل الاجتماعي الذي لا يحتاج إلا لضمير يقظ.