قضى 11 عاما في «جوانتنامو» ومات قعيدا.. قصة الحارس الشخصي لـ«بن لادن»

قضى 11 عاما في «جوانتنامو» ومات قعيدا.. قصة الحارس الشخصي لـ«بن لادن»
«أضعف من أن يشكل تهديدا على الولايات المتحدة الأمريكية»، كانت تلك الجملة هي بوابة خروج السوداني إبراهيم عثمان إبراهيم إدريس، من غياهب المعتقل الأشهر «جوانتنامو».
وبعدها عاد إلى وطنه ليقضى آخر 7 سنوات من حياته، قبل أن يتوفى عن عمر يناهز الـ 60 عاما، عرف فيهم بأنه الحارس الشخصي لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
ترجع وفاة أدريس إلى «المضاعفات الطبية التي تعرض لها في المعتقل»، وفقا لكريستوفر كوران، المحامي الذي يمثل مصالح السودان في واشنطن، بقوله: «لم يتم تحديد سبب الوفاة بشكل واضح، ولكنه كان مريضا وقعيدا في منزل والدته في وطنه الأصلي في بورتسودان، وبناء على تصريحات سجين سوداني سابق آخر، سامي الحاج، الذي أكد أن إدريس قد تعرض للتعذيب في جوانتانامو»، وفقا لما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز».
وقالت جينيفر ر. كوان، المحامية التي مثلت إدريس، إنه «ما كان يجب أن يُحتجز في جوانتانامو لأكثر من 11 عامًا»، لتضيف: «أنا سعيدة لأنه قضى السنوات السبع الأخيرة من حياته حراً ومع أسرته، لكن هذا لا يمحو سوء معاملته من قبل الولايات المتحدة قبل ذلك».
في وقت سابق من هذا العام، وصف السجين السابق سامي الحاج، إدريس بأنه وضعه الصحيي أصبح متدهورا عقليًا وجسديًا، إذ إنه لم يتزوج وكان يتلقى الرعاية من قبل والدته حتى وفاتها، وتابع: «لقد فقد إبراهيم عقله بسبب التعذيب الشديد في جوانتنامو، وكان يعتقد الضباط والجنود والحراس الأمريكيون أنه سيقدم بعض المعلومات القيمة تحت التعذيب، ولدى عودته خصصت له الحكومة السودانية معاشا اسميا».
ورفض مايك هوارد ، المتحدث باسم وزارة الدفاع لشؤون جوانتنامو، التعليق على قضية إدريس، لكنه قال: «نحن ندرك حدوث انتهاكات للقانون من قبل موظفين أمريكيين في الماضي، ويتم إجراء تحقيق شامل في جميع الادعاءات الموثوقة بوقوع إساءة معاملة».
وتم القبض على إدريس الذي كان هاربا في باكستان، بعد 3 شهور من هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، وكان ينظر إليه في البداية باعتباره من المقربين لزعيم تنظيم القاعدة، ويملك التفاصيل الأمنية له، وذلك استنادًا إلى ملف استخباراتي للبحرية الأمريكية تم تسريبه عام 2008، ولكنه لم يكن بأي حال من الأحوال متهمًا بارتكاب جريمة.
وكان إدريس ضمن 20 سجينا نُقلوا إلى جوانتنامو في 11 يناير 2002، وهو نفس اليوم الذي افتتح فيه البنتاجون مخيم «أشعة إكس»، حيث كان مخيما مؤقتا لاحتجاز واستجواب المعتقلين.
وأكدت المعلومات الطبية العسكرية أن إدريس قضى فترات طويلة داخل وحدة الصحة السلوكية في السجن ، حيث خلص طبيب نفسي بالجيش إلى أنه مصاب بالفصام، وإضافة إلى ذلك أصيب بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم في السجن.
وتمت إعادة إدريس إلى وطنه في 18 ديسمبر 2013، في واقعة تعتبر نادرة من قبل الحكومة الأمريكية التي لم تعارض الالتماس المقدم إلى محكمة فيدرالية للإفراج عن سجين في جوانتانامو، واستند التماسه في أمر الإحضار أمام القضاء إلى تشريعات محلية وعالمية، مشيرًا إلى أنه «إذا كان المعتقل مريضًا لدرجة أنه لا يستطيع العودة إلى ساحة المعركة، فيجب إعادته إلى وطنه».
ووصف محاموه إدريس بأنه مريض جدًا لدرجة أنه لا يشكل تهديدا لأي شخص، ولم تشك الولايات المتحدة في هذا التأكيد.