التغيرات المناخية متهمة بظهور كورونا.. تسبب طفرات وتحور للفيروسات

التغيرات المناخية متهمة بظهور كورونا.. تسبب طفرات وتحور للفيروسات
لا يزال العالم في سباق للكشف عن أصل فيروس كورونا الذي فتك بملايين من أبناء البشرية في عصرنا الحالي، منذ ظهوره لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر عام 2019، وفي خضم المحاولات الجارية، كشف بحث دولي لعدد من علماء البيئة عن أسباب ظهور فيروس كورونا المستجد في هذا التوقيت، رغم وجود الخفافيش في الصين من قبل، موضحا أنّ آليات التغيير البيئي جنوب الصين والمناطق المحيطة، أدت إلى زيادة حادة في تنوع أنواع الخفافيش، والتي وصفت بأنّها «سبب تفشي الوباء».
وبحسب تقدير الفريق العلمي من عدد من الجامعات بالولايات المتحدة وبريطانيا، هناك 40 نوعا جديدا من الخفافيش ظهرت في ووهان وحدها منذ بداية القرن العشرين، ومن المحتمل أن تجلب معها نحو 100 نوع من فيروسات كورونا، بسبب الاحتباس الحراري، وأصبحت المنطقة وفقا للباحثين «نقطة ساخنة عالمية» لظهور مسببات الأمراض الحيوانية الجديدة المنشأ.
خبراء البيئة والفيروسات أيّدوا نتائج الدراسة العلمية، بالتأكيد على أنّ التغير المناخي وما يصحبه من ارتفاع في درجات الحرارة يؤثر على الكائنات الحية وما فيها من كائنات دقيقة.
تنتشر الفيروسات بشكل أوسع بعد أن تفقد عدوها الطبيعي
الدكتور صالح عزب، خبير الاقتصاد البيئي، أكد أنّ دورة الحياة عبارة عن سلسلة حيوية، وتأثر أي فقرة منها يؤثر على ما بعدها، أي أنّه حال وجود خلل في أي نوع من سلالات الحيوانات التي تتغذى على حيوانات أخرى، سيؤدي إلى تكاثرها وانتشارها بفعل الحرارة الشديدة نتيجة ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون والغازات السامة.
وتابع عزب، لـ«الوطن»، أنّ هناك كائنات «غازية»، أي «تغزو بيئات مختلفة عن التي تعيش بها» نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض واحتباس الغازات السامة بها، موضحا أنّ الغزو يؤدي إلى ظهور أوبئة جديدة مثل «سارس» و«إنفلونزا الخنازير»، بعد أن تفقد تلك الفيروسات العدو الطبيعي لها، حيث تنتشر بشكل أوسع وبأشكال جديدة لم يعرفها العلم من قبل، وربما يكون السبب في فيروس كورونا هو التغيرات المناخية والخلل البيئي المترتب عليها، بحسب وصفه.
خلل النظام البيئي سبب تحور الفيروسات
ومن ناحية علم الفيروسات، أكد الدكتور محمد الشهيدي، أستاذ الفيروسات بجامعة قناة السويس، أنّ التغيرات البيئية من أكبر العوامل التي تؤدي إلى حدوث طفرات في الميكروبات نتيجة ارتفاع الحرارة والضغط على التكوين الخارجي لها، ما يؤدي إلى ظهور طفرات للفيروس أو الميكروب وانتشاره بشكل أكبر.
أيضًا الخلل الحادث في أي نظام بيئي هو السبب في تحور الفيروس، وبحسب وصف الشهيدي في حديثه لـ«الوطن»، فقد يتخطى الميكروب أو الفيروس حاجز النوع، وبعد أن كان عدواه مقتصرا على الحيوان يصبح قادرًا على الانتقال إلى الإنسان من خلال التعامل المباشر مع الحيوان المصاب به نتيجة التحور الذي تعرض له في تركيبته الداخلية.