«الباروكي» من الإسماعيلية إلى حلم عبور «المانش»

كتب: عمرو الورواري

«الباروكي» من الإسماعيلية إلى حلم عبور «المانش»

«الباروكي» من الإسماعيلية إلى حلم عبور «المانش»

يستيقظ يومياً في البرد القارس، يحزم حقيبته، ويتمم على أغراضه ونظارة المياه، قبل أن يتوجه مع أول إشراقة في الصباح إلى حمام سباحة هيئة قناة السويس بمدينة الإسماعيلية، ليمارس تدريباته اليومية، استعداداً لتحقيق حلم جديد تبقى له أشهر قليلة.

صعوبات متكررة مر بها السباح «سيد الباروكي» في حياته، نشأته وتربيته العسكرية كانت السبب الرئيسي وراء تصميمه على تحقيق حلمه بعبور بحر «المانش» لأول مرة، مستخدماً الزعانف «المونو»، لتسجيل رقم قياسي ثالث في موسوعة «جينيس».

ولد «الباروكي» في محافظة الإسماعيلية بمنطقة «عرايشية مصر»، ومنذ صغره بدأ تدريبات السباحة في حمام سباحة هيئة قناة السويس وحمام المدرسة العسكرية، إلى ان سافر لإيطاليا، وحقق أول رقم في موسوعة «جينيس» باسم مصر.

20 عاماً مرت علي ممارسته للسباحة، حقق فيها رقمين في موسوعة الأرقام القياسية، بالخروج من أسفل الماء لارتفاع 2 متر و5 سنتيمترات، فيما عرف بـ«قفزة الدولفين»، قبل أن يكسر الرقم بطل آخر من أبناء الإسماعيلية، وهو «عمر شعبان»، الذي حقق قفزة 2 متر و30 سنتيمتراً.

تحدث «الباروكي» لـ«الوطن» قائلاً إنه نشأ في بيت عسكري، حيث كان والده يعمل ضابطاً بحرياً، في منطقة «عرايشية مصر»، أحد أقدم أحياء مدينة الإسماعيلية، وبدأ في التدريب على السباحة على يد عدد من كبار المدربين، منهم «فاروق الأخرس، وصلاح عباس، ومحمد صبري، وزكريا المنزلاوي، وأحمد عطية»، وغيرهم من المدربين الذين أسهموا في بناء شخصيته.

وأضاف: «أنا بألعب سباحة زعانف ومميز فيها، وفي السباحة الطويلة، وعلشان كدا قررت آخد خطوة عبور المانش، وبالفعل حصلت على الموافقة من الكابتن خالد شلبي، وكيل المانش في أفريقيا، وسيتم تنفيذ رحلة العبور، بطول 32 كيلومتراً، في صيف العام الجاري».

يرغب «الباروكي» في تحقيق إنجاز جديد يكتب باسم محافظة الاسماعيلية ومصر في موسوعة «جينيس»، ليصبح أول شخص في العالم يحقق العبور للمانش بالزعانف «المونو».

وقال: «أنا نجحت في تحقيق رقمين في موسوعة جينيس، رغم كل الصعوبات والتحديات التي مررت بها وإن شاء الله قادر على تحقيق الحلم الأكبر، وتسجيل اسم مصر في عبور المانش».

لم يجد «سيد الباروكي» أي يد تمتد إليه بالمساعدة طوال السنوات الماضية، بحسب قوله، فرغم سعيه لتمثيل مصر داخلياً وخارجياً، إلا أنه يرى أنه تعرض لـ«ظلم كبير»، كان العوض بعده دخوله موسوعة «جينيس».

يقول «غريب عطية»، مدرب سباحة، إن السباحة باستخدام الزعانف «المونو» من أصعب أنواع السباحات، خاصةً في بحر مفتوح كبحر «المانش»، إلا أنه أكد أن «الباروكي لديه الامكانيات التي تجعله يحقق أكثر من ذلك بكثير».

وأضاف الكابتن «عطية»، الذي يشرف على تدريبات «الباروكي» في الإسماعيلية: «أنا متوقع لسيد الباروكي أن يحقق مفاجأة كبرى، خاصةً مع استعداده النفسي الكبير لتحقيق طموحاته».

وبحسب المدرب فإن التدريبات، التي تتم حالياً باستخدام زعانف «المونو»، تجري على أعماق وفي أماكن مفتوحة، مشيراً إلى أن «الباروكي» هو أول سباح يسعى لعبور «المانش» باستخدام هذا النوع من الزعانف.

وأكد أن عبور «المانش» ليس سهلاً، ولابد من تدريب يومي بسباحة من 15 إلى 18 كيلومتر يومياً، لاعتماد الزعانف «المونو» على مرونة الوسط والفخذين والقدمين، وهو ما يتطلب كفاءة عالية جداً من السباح، ليستطيع السباحة لمسافة 32 كيلومتراً، وعبور بحر «المانش».

ولا يكتفي «الباروكي» بالسباحة داخل حمام سباحة هيئة قناة السويس، أو في البحر المفتوح أحياناً، استعداداً لعبور «المانش»، ولكن يسير وفق جدول تدريبي منتظم داخل صالة الجيم بشكل يومي، لاستكمال برنامجه التدريبي.

يقول «الباروكي» إن «التدريب في الوقت الحالي يمر بأصعب فترة مع اقتراب حلم العبور، ولكن بأحاول انتظم يومياً، وارتاح مساءً، لعدم اجهاد الجسم، حتى أستطيع استكمال التدريبات في اليوم التالي وهكذا».

ويرى السباح الشاب أن رياضة السباحة في مصر تشهد تطوراً كبيراً في الإمكانيات، وتوافر مدربين بخبرات عالية، وهو ما كان مهملاً في الفترة الماضية، والدليل تحقيق مصر حالياً للعديد من البطولات الدولية، وزيادة نسبة المشاركات في البطولات المحلية.

ودعا أولياء الأمور إلى تشجيع أبنائهم على ممارسة وتعلم السباحة، باعتبارها رياضة مفيدة جداً للجسم، ويمكن تعلمها في أي سن، دون اشتراط سن معين، بشرط وجود مدرب خبرة، للحفاظ على سلامة الطفل، ولديه من المعلومات الكافية على كيفية التعامل مع الأطفال ذهنياً ونفسياً.


مواضيع متعلقة