ملابس وفلوس وموبايلات.. أين تذهب متعلقات متوفي كورونا في العزل؟

ملابس وفلوس وموبايلات.. أين تذهب متعلقات متوفي كورونا في العزل؟
- مستشفيات العزل
- العزل
- مصاب كورونا
- فيروس كورونا
- كورونا
- مستشفيات العزل
- العزل
- مصاب كورونا
- فيروس كورونا
- كورونا
صارع آلام مرض «كوفيد 19» بكل ما أوتي من قوة، انهزمت رئتيه وجسده أمام ضراوته، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وفارق الحياة قبل أن يودع أفراد أسرته، رحل في صمت تاركًا متعلقاته الشخصية ومتاعه الذي اصطحبه معه داخل العزل، ليتولى العاملون بالمستشفى مهمة تكفينه وتعقيم مكانه، استعدادا لاستقبال مريض آخر وقع ضحية لوباء كورونا المستجد.
مشاهد يومية تتكرر على أعتاب مستشفيات العزل، في خضم أزمة إنسانية كبّلت أيدي الأطباء كبارًا وصغارًا، ووقف أمامها العلماء في حيرة، ليظل هذا المشهد عالقا بأذهان العاملين بمستشفيات العزل، الذين تضم ذاكرتهم العديد من الحكايات المأساوية، أصعبها حين يتولى أحدهم إبلاغ أسرة المريض بنبأ الوفاة.
ويتساءل كثيرون عن كيفية التعامل مع المتعلقات الشخصية للمتوفى بفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» داخل مستشفيات العزل، وطرق تسليمها لأسرته بعد ضمان أمنها وسلامتها عليهم.
الملابس تذهب إلى المحرقة
الملابس الشخصية للمتوفى داخل العزل، هي أول المتعلقات الشخصية التي يتم التخلص منها، بتجميعها والذهاب بها إلى محرقة المستشفى، لحرقها تماما، ولا يحصل عليها أهله بعد وفاته، خوفا عليهم من أن تصبح سببا لنقل العدوى إليهم.
«المحرقة داخلية مش بره المستشفى، وبيتم التخلص فيها من كل المخلفات والنفايات الضارة»، يقول نبيل صبحي، مدير شؤون العاملين في مستشفى العديسات للعزل بمحافظة الأقصر، في بداية حديثه لـ «الوطن»، باعتباره المسؤول عن متابعة حالات الوفاة واستقبال المرضى الجدد.
بخلاف ملابس الشخص المتوفى في العزل، يتم تعقيم كل متعلقاته الشخصية جيدا، بواسطة فرق الطب الوقائي ومكافحة العدوى بالمستشفى، وبحسب وصف نبيل، الذي يعمل في عزل العديسات منذ مايو الماضي، توضع المتعلقات بعد تعقيمها في أكياس بلاستيكية محكمة الغلق، ثم تودع في أمانات المستشفى، لحين استلام أهل المتوفى لها: «الكيس بيكون متدبس ومقفول كويس، وأي فلوس أو دهب أو تليفون محمول كان مع المريض قبل وفاته، بيرجع لأهله بعد تعقيمها».
النفايات توضع في أكياس حمراء
من سلات المهملات لأيدي عمال النظافة، تبدأ رحلة التخلص من النفايات الطبية في مستشفيات العزل، إذ يرتدي جميع المتصدرون للتعامل معها بدلات واقية وقفازات طبية لحمايتهم، ويراعون في ذلك الفصل بين الأنواع، لأنه وبحسب رواية الدكتور محمد عيسى رئيس فرقة مكافحة العدوى بمستشفى قها للعزل، فإن النفايات الطبية الخطرة المستخرجة يوميا من مستشفيات العزل تنقسم إلى نوعين.
النوع الأول نفايات حادة كالسرنجات والمشارط، وتوضع في علبة أو«سيفتي بوكس»، والثاني نفايات غير حادة كالقفازات والكمامات والبدلات الواقية والقطن وغيرها من المواد غير الحادة، «حتى بقايا الأكل بيتم التخلص منها، مفيش أي حاجة من مستشفى العزل بتخرج للبيئة، لأنها مصنفة نفايات شديدة الخطورة»، بحسب عيسى.
يتم إحكام غلق الأكياس الحافظة -حمراء اللون- جيدا، وعبر ممرات خلفية بالمستشفى، غير الممرات المخصصة لتنقل المرضى والأطباء والطواقم الطبية، حيث تذهب أكوام النفايات إلى ما يعرف بـ«غرفة نفايات مؤقتة بالمستشفى».
ويفسر تلك الإجراءات الطبيب المشرف على تلك العملية يوميا بقوله، «تمر المخلفات في ممرات خلفية بالمستشفى بعيدا عن الممرات التي يمر بها الأطباء والمرضى لضمان الحماية الكاملة لهم، مع حرص العمال والتمريض على ارتداء الملابس الواقية كاملة أثناء التعامل مع المخلفات، وتطهير الممرات الخلفية بعد نقلها إلى غرفة النفايات».