«عمر» بترت أطرافه في حادث وأسرته تعيش دون مصدر دخل

كتب: صالح رمضان

«عمر» بترت أطرافه في حادث وأسرته تعيش دون مصدر دخل

«عمر» بترت أطرافه في حادث وأسرته تعيش دون مصدر دخل

قهر الحادث عنفوان شبابه وأقعده عنه الحركة بعد بتر أطرافه، بات الفتى النشط عاجزاحتى عن الحركة، تأتيه الكوابيس ليلا، ويخيم على وجهه حزن دفين طوال ساعات النهار.

4 سنوات مرت علي بتر أطراف طالب بمدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، في حادث قطار دون أن يحصل علي مساعدة أو معاش شهري تستطيع أسرته من خلاله توفير نفقاته علاجه، ولا يزال يعيش تحت تأثير الحادث حيث رفض تركيب أطراف صناعية ويحتاج إلى تأهيل نفسي.

«قلبي يتقطع عندما أراه يزحف علي الأرض فلم يتبق له إلا ذراعه الأيسر فقط وباقي الأطراف مبتورة، وأضطر لحمله علي كتفي» هكذا تحكي عزيزة محمد سعد، والدة الشاب «عمر مصطفى محمد عبد الحافظ السيد حسانين الشاعر» والذي تعرضت أطرافه للبتر عام 2017 عندما كان يدرس في الصف الثاني الثانوي الفني الصناعي، وبعد 5 سنوات من طلاق والدته.

إقرأ أيضا .. إيقاف طبيب تجميل تسبب في بتر 3 أطراف لـ"سعودية" 

تحملت الأم كل الصعاب، إلا أن حالته النفسية المتقلبةتتسبب في اذى نفسي لها: «ممكن يعضني إذا حملته على كتفي، قلبي يتقطع عندما يزحف علي بطنه إذا أراد الإنتقال من مكان لآخر، وكنت اضطر لحمله، إلا أنه يأتي بحركات عشوائية ويمكن يخربش وشي، أو يعضني، والحمد لله أحاول أن أتعامل معه وأبعد أخواته عنه، فهو لا يجعلنا ننام، وصعب حياتنا لأنه يحتاج لأب يخاف منه وعندما ذهبت به إلي أهلي لم يتحملونا».

وذكرت أنها تحاول دائما أن تخرجه من حالة العزلة التي يعيش فيها إلا أن ذلك يتطلب منها أن تحمله وتنزل به من الدور الأول العلوي حتى الشارع ليركب «توك توك»، وبعد ساعتين أو ثلاثة تحمله مرة أخري من الشارع إلي الشقة، ولو جاء دون علمها يزحف علي بطنه ليصعد الشقة وهذا يجعله يفقد أعصابه وينهار ويعيش في جو نفسي سيئ: «قلبي بيوجعني ولا يهون عليا ومنظره يتعبني، لكن أنا مش هاعيش له طول العمر وصحتي لن تستمر علي هذا الحال».

وأكدت الأم أنه رغم مرور 4 سنوات علي الحادث، إلا أنها لم تتقاض جنيه واحد من  وزارة التضامن الإجتماعي: « قدمت لابني في التضامن، قدمت أوراق أنه شديد الإعاقة، وكل ما أقدم يتم رفض ورقه ولما بحثت وجدت أنه معي في معاش المطلقة الذي أحصل عليه وقدره 312 جنيه وهو معي ومخصص له منهم 30 جنيه، وكل ما نسجله يترفض».

وأوضحت أن زوجها طلقها منذ 8 سنوات لخلافات مالية: «كنت أنا وأولادي الثلاثة ضحايا، استأجرت شقة وكنت أعمل في عيادة طبية وعمر كان يعمل في مقهى بجوار دراسته بالإضافة إلي ولد وبنت كانوا يدرسون، وبعد الحادث تركت أنا عملي و عمر، اصبح عاجزا، ولا نملك مصدرا للدخل».

وأشارت إلي أنه عاش فترة تأهيل نفسي، إلا أنه لا يزال يعاني من وسواس وخوف شديد، ولا يجعلنا ننام من صوته العالي الذي يزعج الجيران مما يجعلنا مهددين بالطرد من الشقة التي نسكنها.


مواضيع متعلقة