ذكريات 70 سنة بين عم سعيد وعربية الكشري: أكل عليها محمود مرسي وصلاح السعدني

ذكريات 70 سنة بين عم سعيد وعربية الكشري: أكل عليها محمود مرسي وصلاح السعدني
طوال سنوات عمره التي جاوزت السبعين، لم يعرف الراحة، فقد ارتبط للأبد بالعمل منذ أن كان طفلا، ليضمن قوت يومه، لكنه رغم هذا أحب الحياة وأقبل عليها، فصالحته أحيانا وخاصمته أخرى، لكنه في النهاية لا يزال يعيش.
قبل نحو سبعين عاما تقريبا، بدأت قصة «سعيد»، الطفل الذي كان في العاشرة من عمره، لكنها كانت بداية تعيسة لحد كبير، فقد ماتت والدته، بعدما سافر شقيقه إلى اليمن أبان الحرب، ليحلق بها والده بعد حزنه عليها، ليعيش الطفل بعدها يتيما وحيدا فحتى شقيقه غادر وتركه.
ومن هنا بدأت المأساة، فقد أجبره عمه على ترك الدراسة والسفر إلى محافظة القاهرة من أجل العمل، «إحنا من الغربية، ولما أمي وبعدها أبويا ماتا، عمي قالي بقولك إيه روح علي القاهرة شوف أكل عيشك، وفعلا جيت، واشتغلت في مطعم كشري جنب سينما فؤاد».
سنوات كفاحه الأولي
يتذكر الرجل تلك السنوات الأولى التي عاشها في القاهرة وهو لا يزال طفلا صغيرا، لا يعرف أحد سوى شقيقه الذي كان يعمل سائق حينها، «جيت عليه، وهو يوم اللي قعدته معاه وبعدها قالي: شوف حالك، واشتغل مع نفسك، وبالفعل سمعت كلامه ودورت على شغل لحد ما لاقيت، ووقتها كانت أول يومية ليا 11 قرش، وفضلت شغال في المطعم ده أكتر من 23 سنة، والراجل كان مفضلني حتى على عياله، لأني كنت شاطر واتعلمت الصنعة وأنا صغير».
وبعد غلق المطعم عمل الرجل فترة على عربية كشري في منطقة عابدين، وحينها تقابل مع عظماء الفن: «قابلت الفنان محمود مرسي وكان زبون عندي، ومرة إداني 10 جنيه بقشيش، وقالي إنت شاطر وجدع وأكلك حلو، والفنان صلاح السعدني برضه كان دايما يجي ياكل عندي».
غدر الزمان
وبعد فترة كفاح طويلة، قرر الرجل أن يشتري محلا في منطقة الزاوية الحمرا، ولكن خسر فيه كثيرا، لأنه لم ينجح في جذب الزبائن إليه، ليقرر تركه، والعودة إلى العربية: «وقفت تاني علي العربية بعد ما كنت صاحب محل كبير، كل ده علشان أربي بناتي».
ومع نهاية قصته، لا يزال العم سعيد يستيقظ مع دقات الخامسة فجرا، ليبدأ في تجهيز الأكل، وذلك من أجل استقبال الزبائن مع دقات السابعة صباحا، ويظل يعمل حتى منتصف الليل، فلم يعد له سبيلا آخرا.