أردوغان يواصل جرائمه: تهجير 250 أسرة مسيحية وتشريد 300 ألف سوري

أردوغان يواصل جرائمه: تهجير 250 أسرة مسيحية وتشريد 300 ألف سوري
مازال النظام التركي، بقيادة رجب أردوغان، مُصرًا على ارتكاب العديد من الجرائم في حق الإنسانية، حيث يترك ورائه يومًا بعد يوم مئات الضحايا جراء التدخلات في شمال شرق سوريا، وهو ما استدعى إطلاق حملات حقوقية إلكترونية للتنديد بهذه الأفعال المشينة.
وفي هذا السياق، قررت مؤسسة «ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان» إطلاق حملة إلكترونية، اليوم الاثنين، بعنوان «الشمال السوري ينزف» لدعم ضحايا الانتهاكات الناتجة عن التدخل التركي والفصائل الموالية لها في شمال شرق سوريا، خاصة بعدما أدى التوغل العسكري التركي إلى مقتل مئات المدنيين، فضلاً عن استهداف البنية التحتية المدنية الرئيسية، بما في ذلك محطات ضخ المياه والسدود ومحطات الطاقة وحقول النفط، الأمر الذي دفع ما يقرب من 300 ألف سوري للنزوح بسبب أعمال العنف.
عمليات عسكرية
وأوضحت المؤسسة في بيانها الصادر اليوم، أن الأمر بدأ في أغسطس 2016، وتحديدًا عندما شنت الحكومة التركية 3 عمليات عسكرية على شمال شرق سوريا مخلفًة احتلالاً لمساحات واسعة من الأراضي السورية في مخالفة إعلان عدم جواز التدخل بجميع أنواعه في الشئون الداخلية للدول، والذي تم اعتماده طبقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 36/103، وكذلك بالمخالفة للمادة الثانية الفقرة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة والتي تنص على عدم التدخل الخارجي في شئون الدولة أي كان نوعه.
واستعرض بيان «ماعت» الانتهاكات التي يقوم بها النظام التركي، حيث نفذت القوات التركية والفصائل الموالية لها عمليات التهجير القسري والتطهير العرقي في حق السكان الأصليين، بهدف التغيير الديموغرافي للمنطقة من أجل توطين الفصائل المسلحة المتشددة وعائلاتهم على حساب المواطنين المدنيين، فيما نفذت الفصائل المسلحة الموالية لتركيا أكثر من 604 حالة قتل خارج إطار القانون بالمخالفة للمادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، في حين انخفض أعداد الأقلية الإيزيدية من 35000 مواطن إلى 1500 مواطن وذلك بفعل عمليات التطهير العرقي التي تقوم بها الفصائل المسلحة بمناطق تمركزهم في شمال سوريا.
التواصل مع ضحايا
واستكمل البيان: لتحقيق هدف الحملة، بدأ فريق وحدة الأبحاث بمؤسسة ماعت برصد كافة الانتهاكات المرتكبة من قبل السلطات التركية في شمال شرق سوريا، وكذلك التواصل مع عدد من الضحايا لتقديم الدعم القانوني والمعنوي لهم، من خلال تقديم شكاوى إلى الإجراءات الخاصة بالأمم المتحدة لإدانة الانتهاكات التي ترتكبها تركيا بحق المواطنين السوريين.
من جانبه، أكد رئيس مؤسسة ماعت، أيمن عقيل، على أهمية الحملة التي أطلقتها المؤسسة، قائلًا: إن الهدف من الحملة تسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها السلطات التركية والفصائل المسلحة الموالية لها ضد المواطنين المدنيين في شمال سوريا.
وأضاف «عقيل»، أن النظام التركي قام بمصادرة الممتلكات الخاصة وتدمير ونهب المواقع التاريخية، بما يخالف اتفاقية لاهاي لعام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، فضلاً عن الترهيب والاحتجاز التعسفي والخطف والاختفاء القسري والتعذيب الذي تمارسه هذه الفصائل المسلحة بهدف تهجير المواطنين من أماكن تواجدهم، وقال عقيل أنه يأمل في أن الحملة التي تبدأ اليوم وتنتهي في 15 من الشهر الجاري، أن تسهم في الضغط على الحكومة التركية للكف عن الانتهاكات التي تقوم بها في شمال سوريا.
هجرة 250 عائلة مسيحية
وأردف: «الفصائل المسلحة الموالية لتركيا قامت بالاستيلاء على 250 منزل خلال عام 2020 في منطقة عفرين، مستهدفة القضاء على التعايش السلمي في شمال سوريا»، مشيرًا إلى هجرة أكثر من 250 عائلة مسيحية من مناطق عفرين منذ بداية التدخل التركي خوفًا من تعرضهم للانتهاكات على يد الفصائل المسلحة المتشددة، محذرًا من استمرار سياسات طمس الهوية التي تقوم بها الفصائل المسلحة في المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية، وفي الأخير حمل عقيل السلطات التركية بصفتها القوة المحتلة، مسئولية هذه الانتهاكات التي يرتكبها حلفائها.