رحلة سعادة «أم البنات» مع «حياة كريمة»: «كنا عايشين بـ70 جنيه في عشة»

كتب: أسماء زايد

رحلة سعادة «أم البنات» مع «حياة كريمة»: «كنا عايشين بـ70 جنيه في عشة»

رحلة سعادة «أم البنات» مع «حياة كريمة»: «كنا عايشين بـ70 جنيه في عشة»

على طريق ضيق بين كفور ونجوع تحيطها مساحات خضراء، تظهر البيوت ذات اللونين «الأخضر والأصفر» وهي تحمل بصمة «حياة كريمة»، لتميز قرية «الياسينية»، إحدى قرى محافظة البحيرة، التي استهدفت ضمن مبادرة «حياة كريمة».

واقعيًا، غيرت المبادرة الرئاسية، شكل وحال 9 منازل بقرية «الياسينية»، 7 منها كانت تحتاج إلى أسقف متينة بدلًا من أسقف البوص «الهشة»، فتغيرت إلى أسقف مسلحة، وجدرانها وأرضياتها مجهزة بالسيراميك والدهان المناسب، إلى جانب انهاء أعمال السباكة والكهرباء والنجارة، وإدخال وصلات مياه إلى 8 بيوت كان أهلها يعتمدون على جلب المياه من مسافات بعيدة، من أجل الشرب وتلبية احتياجاتهم اليومية.

لم تكتف المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بهؤلاء فقط، بل تمّ شمول كل أهل القرية بخدمات القوافل الطبية، حيث تلقى العلاج من القافلة نحو 677 من أهالي القرية، وحصل 103 أشخاص على نظارات طبية، و12 آخرين على كراسي متحركة، بالإضافة إلى اجراء 23 عملية عيون، بينهم الحاجة «صبحية» التي رصدت «الوطن» رحلة تغير حياتها.

قصة «الست صبحية»

داخل غرفة صغيرة نظيفة مرتبة تملؤها الشمس من شباك بني مطل على خلفية هادئة، تجلس صبحية محمد ياسين، إحدى مستفيدات «حياة كريمة»، السيدة الستينية التي كست التجاعيد وجهها، لتحكي، قصة إنقاذها من الفقر والمعيشة فى بيت غير آدمي، ليتحول إلى منزل مجهز بالكامل.

تجلس «صبحية» على السرير وبجوارها أحفادها، لتحكي قصتها منذ البداية، وكأن الأم كانت في انتظار من تفضفض إليه بحكايتها التى تعود إلى 25 عامًا.

وقتها كانت الحاجة «صبحية» حامل في ابنتها السابعة، بعدما توفيت لها ابنة من قبل، لكن زوجها «أبو البنات» لم ينتظر قدوم السابعة، وذهب ليتزوج من تنجب له الولد، وينفصل عنها، لم يكتف بذلك بل أخرجها هي وبناتها من البيت، لتذهب لبيت أهلها برفقة بناتها.

«صبحية» عملت بالزراعة بعد الطلاق

تتذكر «صبحية» حياتها السابقة: «كان عايز يخلف ولد، واتجوز واحدة تانية وخلف منها بنتين وولد، بعد ما اتطلقت بقيت اشتغل عشان ألاقي أكل لبناتي، جمعت وزرعت وقت الحصاد، ذرة، غلة، قمح، قطن، ربيت كتاكيت، وقدمت على معاش أبويا مع أخواتي البنات، احنا ثلاثة بنات مشتركين في معاش أبويا، كنت في الأول آخد 70 جنيه معاش، وحاليا بأخد معاش 1300 جنيه، باكل بهم وأجيب العلاج، واتعالجت من فيروس سي تبع علاج الرئيس عبدالفتاح السيسي».

تستكمل «صبحية» حديثها: «حاولت أعلم البنت الصغيرة، بس طلعت من سنة خامسة، أبوها كان يروح المدرسة يوصى على بنته من مراته التانية، وبنتي لا يسأل عليها بكلمة، اتعقدت وطلعت من التعليم».

وتتابع: «بناتي السبعة كلهم اتجوزوا، لكن لما واحدة تغضب مع جوزها بتيجي تقعد عندي»، تشير الأم الستينية إلى جدران البيت وهي تتنفس الصعداء: "البيت ده نصيبي من ورث أمي، ربع قيراط، بنيت أوضتين والسقف كان بوص، الطوب كان رخيص، الراجل طلعني من البيت أنا والسبع بنات في عز الشتاء، كان البيت شبه عشة فراخ، عشنا فيه 20 سنة على الحال ده، والريحة صعبة، ولما المطر ييجي هدومنا تتبل، ونحط أي حاجة نجمع فيها المية، وأتكوّم أنا والبنات في ركن صغير، يكون السقف مش بينقط منه».

تضيف ابنتها التي تجلس إلى جوارها: «لما كنت أزور أمي في الشتاء، كنت ألاقي هدومها مبلولة في الدولاب، أطلعها وأغسلها وأنشرها برة في الشمس، وأحط كذا طشت تحت السقف اللي بينقط، وكنا نلاقي ثعابين جاية من السقف، وصراصير وفئران».

هنا تستوقفها الأم في فرح «كنا فين وبقينا فين»، لافتة إلى أنَّ «حياة كريمة» والهيئة الإنجيلية، عملا على تهيئة المنزل وإعادة تأهيلية، وعندما تتعرض المنطقة لأمطار شديدة يتم الاطمئنان عليهم.

تتابع الأم: «البيت كان نازل تحت الأرض، مش عالي، حياة كريمة هما اللي علوا البيت، كانت كل واحدة من بناتي تتحرج تجيب زوجها أو حماتها على الحالة اللي كنا فيها، أبواب البيت كانت قديمة، كان اللي يزق الباب يكسره علينا، وحالتنا كانت تصعب على أي حد».

السيدة الستينية تعبّر عن فرحتها بتوصيل المياه للمنزل، مشيرة إلى أنَّها كانت تملأ المياه من المسجد مرتين أو ثلاث مرات باستخدام إناء عقب عودتها من العمل بالحقول، للشرب وللاستحمام وللاستخدام اليومي، مختتمه حديثها «حاسة إن روحي ردت، كنت علطول عيانة وراقدة من القهر، وارتحت بعد ماجهزولي البيت، لأني هاقعد الشوية اللى فاضلين من عمري نظيفة».


مواضيع متعلقة