رحلة داخل «مقامات مغلقة» بسبب «كورونا» في منطقة مصر القديمة

كتب: عبدالله مجدي

رحلة داخل «مقامات مغلقة» بسبب «كورونا» في منطقة مصر القديمة

رحلة داخل «مقامات مغلقة» بسبب «كورونا» في منطقة مصر القديمة

صمتٌ مطبق لا يكسره سوى بكاء خاشع أو صرخة مكلوم، هدوء يغلف المكان بهيبةً ووقار حتى إن لم يظهرا على الحوائط القديمة المتهالكة والشوارع الترابية التى تغطى جوانبها أكوام القمامة، انخفاض الصوت يفرض على زائر المنطقة إجلالاً لها، وسرعان ما يكتشف الزائر أو مريد المنطقة أن الاحترام والإجلال ما هما إلا نفحاتٌ من أولياء الله الصالحين الذين يواريهم التراب خلف مقاماتهم الموجودة وراء هذه الحوائط العتيقة، فالمكان الذى تطأه أقدامٌ قليلة يكتشف من يدخله أنه «بقيعٌ» آخر أسفل جبل المقطم، يسكنه أولياء الله وتفوح بركاتهم فى نسيم هوائه العليل الذى يعطر سماء المنطقة.

هنا فى منطقة الأباجية بمصر القديمة، تدخل النفس فى رحلة بين مقامات الأولياء، التى يجهلها الكثيرون ولا يستطيع من يعرفها دخولها والتبرك بها دون اللجوء لحيل مختلفة، بسبب قرارات الإغلاق تطبيقاً للإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، هى رحلةٌ تموج فيها النفس داخل بحر من المشاعر المتضاربة والأحاسيس المختلطة، حيث الفرحة بلقاء الأولياء والحزن على عدم معرفة الأغلبية هذه الأضرحة وأماكنها.


مواضيع متعلقة