«سم حمار وحفرة بالصحراء».. القصة الكاملة لغدر 4 عاطلين بسائق تاكسي

«سم حمار وحفرة بالصحراء».. القصة الكاملة لغدر 4 عاطلين بسائق تاكسي
لم يكن يعلم عم عبد الله، سائق تاكسي بسيط، أن خروجه ليلا لتوصيل أحد زبائنه، ستكون «التوصيلة الأخيرة» له، وأنه سيصل الآخرة غدرا على يد الزبون ورفقائه، الذين قتلوه بالسم ودفنوه باالصحراء، وباعوا التاكسي الخاص به بـ4 آلاف جنيه، صرفوها على المخدرات.
البداية
تعود تفاصيل الواقعة، إلى تلقي اللواء فخر الدين العربي، مدير أمن القليوبية، إخطارا من العميد محمد غيث، مأمور مركز شرطة القناطر الخيرية، بورود بلاغ بتغيب سائق تاكسى يدعي عبدالله، خلال قيامه بتوصيل أحد الأشخاص لمحافظة الفيوم، ولم يظهر منذ حينها.
وأُخطر اللواء حاتم حداد، مدير إدارة البحث الجنائي، وجرى تشكيل فريق بحثي قاده العميد خالد المحمدي، رئيس مباحث المديرية.
وبالفحص وبمراجعة الكاميرات، أمكن تحديد المتهمين، وتم عمل الأكمنة اللازمة وتم ضبطهم وهم «محمد س ش» 21 عاما عاطل، و«دسوقي إ خ» 23 عاما عاطل، و«إبراهيم م إ» 30 عاما عاطل، وآخر لم يتم تحديده.
وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة، مؤكدين أنهم استدرجوه من القناطر الخيرية على خلفية معرفة أحدهم به، حيث اتصل عليه وطلب منه توصيلة للفيوم، وهناك قاموا بقتله بالسم ودفنه في الصحراء، وأرشدوا عن مكان الجثة وجرى إستخراجها بالتنسيق بين أمن القليوبية والفيوم.
وأمرت نيابة القناطر الخيرية، برئاسة المستشار محمد فايد، رئيس النيابة، بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلب تحريات المباحث، بالتنسيق مع إدارة البحث الجنائي بمحافظة الفيوم، حول الواقعة واستخراج جثة المجني عليه لتشريحها والتصريح بدفنها عقب ذلك.
اعترافات المتهمون
وأدلى المتهمون باعترافات تفصيلية حول جريمتهم، مؤكدين أنهم خططوا لسرقة التاكسي من خلال معرفة أحدهم بسائقه «عبد الله م ع» 60 عاما، حيث اتفق معه على أن يقله من القناطر الخيرية إلى قرية أبو السعود بمركز الفيوم بمحافظة الفيوم، مشيرين إلى أنهم كانوا يمرون بضائقة مالية فقرروا سرقة تاكسي وتهديد صاحبه وبيعه، مؤكدين أن أحدهم كان يعرف المجني عليه حيث كان يقيم بشقة بالقاهرة وقام المجني عليه بتوصيله أكثر من مرة من القاهرة للفيوم.
وأضاف المتهمون، أنه تم اختيار «عبد الله م ع» 60 عاما، صاحب التاكسي لكبر سنه، وعدم قدرته على مقاومتهم خلال تهديده بالسلاح، وبالفعل طلب منه أحدهم توصيله من القاهرة إلى الفيوم، وطلبوا منه المبيت معهم بشقة أحدهم بمدينة الفيوم لتأخر الوقت ووجود شبورة مائية تعوق طريقه، وخلال نومه معهم حاولوا قتله بسكين إلا إنهم لم يتمكنوا من قتله، لكن الشيطان استمر في الكيد لهم، ففي الصباح أحضروا «سم حمار مسعور» من صيدلية بيطرية، ووضعوه بالطعام خلال تناوله الإفطار، وعندما تأكدوا من موته حملوه داخل جوال ودفنوه بصحراء الفيوم وباعوا التاكسي بمبلغ 4 آلاف جنيه.
«كان طيب».. شهادة أسرة وأهالي منطقة سكن القتيل بالقناطر
وفي القناطر، سادت حالة من الحزن الشديد بين أهالي قرية شلقان بدائرة المركز، حزنا علي القتيل، الملقب بـ«عم عبدالله» مؤكدين أنه كان مثالا للجار الخادم للجميع وكان يتعامل مع الشباب على أنه أب للجميعن مطالبين بأن ينال المتهمين عقابهم علي جريمتهم الشنعاء.
وكشفت أسرة المجني عليه «زوجته وابنته»، أن أحد الأشخاص من المتهمين اتصل بالسائق القتيل لتوصيله إلى مركز الفيوم فجر الخميس 7 يناير الجاري، فأخبرهم أنه سيسافر للفيوم من أجل توصيله، وودعهم وقال لهم سأحدثكم تليفونيا عندما يصل هناك، وعند وصوله الفجر تحدث لنا وقال إنه سينام للراحة ويعود للعمل بعد ذلك.
وانقطع الاتصال، وبدأت رحلة البحث عنه من جانب الأسرة وصاحب التاكسي، الذي يقطن في الجيزة، وحرروا محضرا بتغيبه، وفقدان التاكسي، حتى توصل رجال المباحث لحل لغز الواقعة بعد 20 يوما من الواقعة، ووصولوا إلى تفاصيلها وضبطوا الجناة.
وطالبت زوجة وابنة المجني عليه بالقصاص العادل، وقتلهم جميعا بالسم كما فعلوا في العائل الوحيد للأسرة الذي كان يواصل الليل والنهار من أجل توفير حياة كريمة لهم، وتوفير نفقات زواجهم ومتطلبات الأسرة.