مطاردة فوق السطح.. «عبدالحميد» ضحية فراش المدرسة وتعليم سوهاج تنفي

كتب: خالد الغويط

مطاردة فوق السطح.. «عبدالحميد» ضحية فراش المدرسة وتعليم سوهاج تنفي

مطاردة فوق السطح.. «عبدالحميد» ضحية فراش المدرسة وتعليم سوهاج تنفي

9 ساعات في غرفة العمليات، قضاها الطفل عبد الحميد السبع، البالغ من العمر 9 سنوات، حتى يتمكن فريق طبي كامل من معالجة، ما أفسدته قسوة قلب فراش مدرسة بسوهاج.

عمليتان جراحيتان، بمستشفي سوهاج الجامعي، تضمنتا تركيب شرائح ومسامير في يده الطفل، وغرز لضم أنسجة فوق العين اليسرى، فرّقها جهل العامل الذي واجه  لعب الأطفال بحماقة لا تناسب الكبار، لتتحول واقعة بسيطة إلى ما يشبه المأساة.

بداية الواقعة كما روتها أسرة الطفل عبد الحميد، لـ«الوطن»، كانت في أثناء لعبه مع أصدقاءه كرة القدم في الشارع الخلفي للمدرسة التي يعمل الفراش، والتي تقع ايضا أمام منزل الطفل بمنطقة العمري.

خلال اللعب، أطاحت ركلة من أحد الصغار بالكرة عاليا، وبعيدا، صاح أصدقاؤه "يا لها من قوية"، وكما شاهدوها بأعينهم وهي تعلو وترتفع، شاهدوها أيضا وهي تسقط خلف سور المدرسة، فقالوا: "وراها يا عبدالحميد". 

وبالفعل ذهب عبدالحميد، بصحبة شقيقه عبد الرحمن، البالغ من العمر 10 سنوات، ليحررا الكرة من أسر سور المدرسة، ومعهما أحد الأطفال، لكنهم تفاجئوا بأنهم هم أيضا صاروا أسرى لدى فراش المدرسة، الذي طاردهم في الفناء ففروا منه إلى الردهات وصعدوا السلالم وهو خلفهم، حتى وصلوا السطح.

هناك، فوق السطح، كشّر فراش المدرسة عن أنيابه في وجه الصغار، فخافوا، وجروا وهم يناورون، حتى هربوا، لكن عبدالحميد كان الضحية عندما سقط أثناء الجري، ليلحق به العامل ويمسك ذراعه بقسوة، دون أن يعبأ بصرخاته وآهاته، التي كانت تعلن عن إصابته بكسر في الذراع.

وبحسب والد الطفل، فقد ظل عبدالحميد، يتوسل للعامل أن يتركه، لكن دون جدوى، إذ فجأة تحول رفض العامل إلى رغبة قاسية في الإيذاء، فألقى بالطفل إلى الشارع من فوق الطابق الثاني. يقول والد الطفل: «ما أريده هو حبس العامل وألا يخرج مرة أخرى من السجن».

والد الطفل عبد الحميد، موظف سابق بالتربية والتعليم ويبلغ من العمر 68 عامًا، أكد أن نجله عبد الحميد، تعرض لإيذاء بالغ من قبل فراش المدرسة، وأنه صار يعاني كثيرا بسبب الكسر، الذي حدث في ذراعة، موضحا أنه أجرى عمليتين جراحيتين في الذراع وركّب شرائح ومسامير، وأن العمليتين استمرتا حوالي 9 ساعات بمستشفي سوهاج الجامعي.

وأضاف: «لن أتنازل عن حق ابني مهما حدث، وأطالب بسرعة تقديمه لمحاكمة عاجلة للفراش على ما اقترفت يداه في حق طفل لم يرتكب ذنب، سوى أنه كان يريد احضار الكرة الخاصة به من داخل المدرسة».

واتهم والد الطفل، في محضر رسمي بمركز شرطة أخميم، عامل المدرسة بإلقاء ابنه من الطابق الثاني عندما ذهب ليحضر الكرة من المدرسة، وتم حبس العامل على ذمة التحقيقات، لكن مديرية التعليم تصر على أن الواقعة لها جانب آخر من الحقيقة.

الوجة الأخر للحقيقة.. كل ما جرى لم يحدث 

ماهر عبد الخالق، وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج، قال لـ«الوطن»: إن الواقعة غير صحيحة كما جاء في اتهام والد الطفل، مؤكدا أن مجموعة من الأطفال كانوا يلعبون كرة القدم، في الشارع وأثناء اللعب استقرت الكرة فوق سطح المدرسة.

وأكد مدير تعليم سوهاج، أن طفلين صعدا إلى سطح المدرسة لإحضار الكرة فسقط أحدهما في الشارع أثناء إحضارها، موضحًا أن فراش مدرسة العمري الابتدائية، خرج من المدرسة على صوت الارتطام، والتحقيقات، التي أجرتها مديرية التربية والتعليم أثبتت أن العامل لم يرتكب واقعة إلقاء الطفل في الشارع، وأن الطفل سقط أثناء احضاره الكرة دون أن يمسه أحد.


مواضيع متعلقة