بعد نقله 60 حالة.. سائق إسعاف لـ«الوطن»: كورونا أصابتني ونجوت بمعجزة

كتب: سهاد الخضري

بعد نقله 60 حالة.. سائق إسعاف لـ«الوطن»: كورونا أصابتني ونجوت بمعجزة

بعد نقله 60 حالة.. سائق إسعاف لـ«الوطن»: كورونا أصابتني ونجوت بمعجزة

لم تكن مهمة سهلة على الإطلاق، إذ كان عليه أن يجاور المصابين بفيروس كورونا طوال ساعات عمله تقريبا، بسبب عمله كسائق إسعاف، عليه نقل المصابين من منازلهم إلى المستشفيات، حيث نقل 60 مصابا، ليكتشف في النهاية إصابته بالفيروس رغم اتخاذه كافة الإجراءات الاحترازية.

وطوال فترة إصابته، قرر المسعف إرسال زوجته وأطفاله لذويهم، ليكونوا بمكان بعيد عنه كي لا تنتقل له العدوي، بينما كان هو يواجه الموت كل دقيقة طوال فترة العزل، فيما تكفلت والدته بوضع الطعام له أمام باب شقته، وهي الفترة التي كانت كفيلة بأن تغير له وجهة نظره ليستوعب مدى القلق والرهبة التي باتت تصيب المصريين من مصابي كورونا، بعد أن جرب ذلك في نفسه.

«مكنتش فاهم ليه الناس خايفة من كورونا لغاية ما إتصابت بها، وربنا نجاني من الموت بمعجزة إلهية بعدما وصلت نسبة الأكسجين في دمي إلى 60، رغم التزامي بكافة الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا، لكن مشيئة الله نفذت وأصيبت بالفيروس اللعين».

هكذا يروي أحمد أبو العلا، صاحب الـ37 عاما، تفاصيل معاناته بعد الإصابة بفيروس كورونا، وهو يرد السبب إلى عمله كسائق سيارة إسعاف، حيث بدأ هذا العمل قبل 3 سنوات بعدما ترك مسقط رأسه بمحافظة كفر الشيخ ليعمل بمحافظة دمياط.

ويضيف: «بعدما علمت بالإصابة، بقيت أسبوعين منفصلا عن أسرتي في شقة أقمت بها بمفردي، وأرسلت زوجتي وأطفالي لأهل زوجتي، كي لا يصابوا بالفيروس».

وعن طبيعة عمله وكيف يرى أسباب الإصابة، يقول: «منذ ظهور حالات كورونا في مصر، نقلت حوالي 60 حالة من محافظة دمياط إلى مستشفيات العزل بمختلف محافظات الجمهورية بدءا من الإسكندرية، ومستشفى عزل كفر الدوار بالبحيرة، وعزل النخيلة بمرسى مطروح، وتمي الأمديد بالدقهلية، ومستشفى العجوزة بالقاهرة، إضافة لمحافظة الإسماعيلية، وشاء القدر أن أصاب بالفيروس بعد رحلة عمل طويلة نقلت خلالها عشرات المصابين لتظهر علي أعراض الإصابة بفيروس كورونا، وخلال تلك الفترة فضلت العزل المنزلي في منزلي بمسقط رأسي بمحافظة كفر الشيخ حيث كانت تتولى والدتي بارك الله فيها وضع وجبات الطعام أمام باب شقتى بناء على تعليماتي كى لا يصاب أحد من أفراد الأسرة».

و يضيف أبو العلا، «لم أبرح شقتي حرصا على اتباع كافة التعليمات الوقائية، ولم أخلع الكمامة خلالها مطلقا، ورغم التزامي قبل الإصابة، وعدم دخولي البيت قبل تعقيم ذاتي، ووضع ملابسي في كيسين أسود خارج الشقة، ثم غسلهم بعناية فائقة وتعقيم الشقة بالكلور يوميا، حرصا على أفراد أسرتي، إلا أنني أصبت».

ويتابع أبو العلا، ناصحا من يقرأ تفاصيل معاناته، «غالبية الحالات التي نقلتها من مستشفيات الحميات والصدر كانت كبيرة في السن، وأسرهم كانت حريصة على التواجد وانتظارهم خارج المستشفى ليتسلموا أغراضهم ويلقوا نظرات الوداع عليهم، قبل احتجازهم بالعزل، أرجوكم التزموا وارتدوا الكمامات الوقائية والتزموا بالتباعد الاجتماعي إلى أقصى درجة وعليكم بالبعد عن أماكن الإزدحام حتى تنخفض الإصابات».

إقرا أيضا: «صحة دمياط»: إصابات المحافظة أقل من ألفين والوفيات 170 مواطنًا 


مواضيع متعلقة