بريد الوطن.. صف النمل وحادث الطريق الزراعي(قصة قصيرة)

بريد الوطن.. صف النمل وحادث الطريق الزراعي(قصة قصيرة)
كنت فى شرفة منزلى أحتسى كوباً من الشاى، وإذ بى أجد صفين طويلين من النمل، كان الوقت قُبيل المغرب، جلست أراقبهما بعمق، فقد كنت قرأت مراراً عن تنظيم مملكة النمل ومدى تفانيهم وإخلاصهم فى أعمالهم، كان الصفان طويلين ينتهيان إلى شق صغير فى حائط الشرفة، وللحق تملكنى العجب، كل نملة من الصفين تسير بخطى ثابتة وكأنها تسير فى طريق ممهد تم إعداده مُسبقاً، الصفان متقابلان ومع ذلك لم أرَ صداماً أو خللاً. راودتنى فكرة أن أمرر أصبعى بعنف فأقطع الطريق عليهم أو أهدمه، ولما فعلت ذلك لم ألتفت إلى نملة قتلتها بالخطأ. الصفان توقفا فجأة عن السير، كل صف عاد من حيث أتى ولم يُكمل طريقه، وبعد هنيهة وجدت خمس نملات يأتين وقد تملكهن الذعر، ينظرن إلى أشلاء النملة المقتولة يخشين الاقتراب، بعد مداولات فيما بينهن، اقتربت نملة وبعد أن اطمأنت إلى زوال القوى الغاشمة دارت حول نفسها مرتين وكأنها تُعلم الأخريات أن الوضع آمن، فأسرعن لحمل حطام النملة المقتولة وهرولن بها نحو الشق الصغير، وبعد برهة عُدن فرُحن يُمهدن الطريق مكان الحادث، ولم تمضِ دقيقة إلا والصفان على الطريق يسيران وكأن شيئاً لم يكن. تذكرت حينها حادث الطريق الزراعى حينما تعطل السير على الطريق لمدة يومين كاملين.
أشـرف غـازى
قاص مصرى - البحيرة
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com