استشاري طب وقائي تحذر من انتقال كورونا للحيوانات

استشاري طب وقائي تحذر من انتقال كورونا للحيوانات
قالت الدكتورة هند حمزة، استشاري الطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطري، إن هناك ضرورة كبيرة لتطبيق مفهوم ونهج «الصحة الواحدة»، بمعنى الاهتمام بصحة الحيوان والإنسان كوحدة واحدة، حيث يوجد أكثر من 200 مرض مشترك بينهما حتي الآن وملايين من الفيروسات التي يمكن أن تصيبهما في نفس البيئة والظروف، محذرة من خطورة إمكانية انتقال فيروس كورونا المستجد إلى الحيوان.
هند حمزة لـ «الوطن»: يوجد 200 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان
وتابعت «حمزة» في تصريح خاص لـ«الوطن»، قائلة إن هناك باحثين توصلوا للقاحات لفيروس كورونا المستجد، سواء من خلال دم الخيول أو بيض الدواجن المخصب، وطالبت بضرورة عدم الانتظار حتى تتأكد فاعلية وأمان تلك اللقاحات، ولكن علينا الأخذ في استمرار تطبيق تدابير السلامة البيولوجية كخطوة استباقية لنتائج تجارب اللقاحات والتي تتلخص في تأمين الحدود والدخول والخروج عبرها، والتنظيف والتطهير، وعزل وعلاج المصابين، والتخلص الصحي والآمن من الوفيات.
وقالت إن ذلك هو الطريق الآمن حتى يتم الاستقرار على نتائج اللقاحات المستحدثة «لأنه حتى وإن تم الاستقرار على نوع اللقاح ستواجهنا بعض الصعوبات حيث من الصعب في فترة قصيرة إنتاج كميات تكفي لعدد سكان العالم، لأن ذلك سيشكل بالطبع ضغطا على الطاقة الإنتاجية للمعامل ومصانع التصنيع، وكذلك صعوبة في النقل في ظل تقنين وضع الطيران بين الدول» بحسب تعبيرها.
وطالبت الدكتورة هند حمزة، بتطبيق سبل الوقاية واتباع تدابير السلامة البيولوجية تحت مظلة نهج «الصحة الواحدة» «One Health»، وأكدت أن الدليل على ارتباط حماية الإنسان من تلك الجوائح والكوارث بصحة الحيوان أولا والذي هو خط الدفاع الأول عن صحة الإنسان «مانراه الآن من استخدام بعض الحيوانات في إنتاج اللقاحات والأمصال الآمنة للوقاية من كورونا، كما حدث في جامعة كوستكاريكا من استخدام الأجسام المضادة المأخوذة من الخيول المحقونة 2-SARS-Cov المسبب لكوفيد 19 كتجربة اقتصادية لعلاجه».
مصر قادرة على انتاج لقاحي الخيول والدواجن
وكانت الدكتورة هند حمزة قد أشارت في تصريح سابق إلى أن هناك عددا من الباحثين توصلوا للقاح لفيروس كورونا المستجد من دم الخيول، استنادا على نجاحهم في استخدام الخيل لتصنيع مضادات لسموم الأفاعي وداء الكلب «السعار»، موضحة أنه تم استخدام «الجلوبيولين» المناعي المستخلص من الخيول لمجموعة من الفيروسات الشديدة الضراوة مثل إنفلونزا الطيور H5N1)، (H5N9 وكذلك فيروس كورونا المتسبب لمتلازمة الشرق الاوسط (MERS).
وشرحت الدكتورة هند، الحاصلة على ماجستير الأوبئة والأمراض المعدية وتدابير السلامة البيولوجية بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة، تفاصيل لقاح كورونا من دم الخيول، قائلة: «بذلك تم إنتاج تلك الأجسام المناعية ضد الكوفيد، وتم الإنتاج في صورة أن قنينة واحدة بسعة 10 مليلترات تحتوي على 80 ضعف كمية الأجسام المضادة التي يمكن أن نحصل عليها في 800 مليلتر من بلازما إنسان متعاف ومتماثل للشفاء من الكوفيد، وهنا تظهر القيمة الاقتصادية لتصنيع الأجسام المضادة في الخيول، وأهمية السير على نهج الصحة الواحدة للإنسان والحيوان».
وأكدت «حمزة» أن المرض لا يعرف الحدود «وها هو الكورونا قد انتقل من الحيوان (خفاش ووهان ) إلى الإنسان ثم إلى إنسان آخر ولعله يرجع ثانية إلى الحيوان، فالطفرات الجينية التي تحدث لتلك العائلة من الفيروسات (RNA) سريعة ولها القدرة على التحور ملايين المرات وتغيير صفات الحمض النووي ليضمن لها الاستمرارية والحياة».
وضربت مثالا آخر في بريطانيا على يد باحث مصري والذي يجري أبحاثه على إنتاج لقاح لـ كوفيد 19، باستخدام الهندسة الوارثية العكسية، وقالت إنها تتلخص في تحميل جزء من فيرس الكوفيد على فيرس آخر يصيب الدواجن، وهو الـ «نيو كاسل»، وتمريره في البيض المخصب (SPF) للحصول على اللقاح بتكلفة منخفضة، بحسب تصريحاتها.
اللقاح عن طريق الأنف
وأوضحت أنه سوف يتم استخدام هذا اللقاح عن طريق الأنف وبذلك يواجه الفيروس في مكان تواجده وهو الجهاز التنفسي، ويكون أكثر أمانا على الأطفال والحوامل، وهذه الطريقة في التصنيع مستخدمة في العديد من اللقاحات البيطرية ولقاحات الدواجن، وأثبتت نجاحها وفاعليتها كذلك تم استخدام النيوكاسل في علاج أنواع من السرطانات.
وأخيرا أكدت «حمزة» أنه بعد معوقات الطيران، فإن مصر في حالة ثبوت نجاح أي من التجربتين «الخيول» أو «SPF البيض المخصب»، تستطيع توفير اللقاحين لوجود مزرعة الزهراء كصرح للخيل ومحطة SPF بالفيوم.