حاربت السرطان وماتت بالتسمم.. «شريفة» خافت تروح المستشفى بسبب كورونا

حاربت السرطان وماتت بالتسمم.. «شريفة» خافت تروح المستشفى بسبب كورونا
قصة مأساوية شهدتها قرية أبومناع بحري في مركز دشنا، بطلتها ربة منزل، لم تخشى الموت من السرطان الذي ينهش جسدها منذ سنوات، ومقاومتها له في مستشفيات الأورام من القاهرة إلى أسوان في رحلات علاجية قضتها في سبيل القضاء عليه، ورغم إصرارها وعزيمتها إلا أنها لم تساعدها في الانتقال إلى مستشفى المركز لعلاجها من حالة التسمم التي أصابتها ليلة أمس إثر تناولها مواد مجهولة عن طريق الخطأ.
«شريفة.م.ك»، التي تبلغ من العمر 37 عامًا، كانت تعاني من سرطان وورم خبيث في جسدها، عادت بعد رحلة 55 يوما على أحد أسرة معهد الأورام في محافظة أسوان، للعلاج من السرطان اللعين، استقرت في منزلها الجمعة الماضية بين ابنيها وأمها، لتستكمل العلاج، وأمس بعد منتصف الليل، كانت في حالة أعياء شديدة، فتناولت أحد المواد الكيماوية «صبغة» عن طريق الخطأ ما أدى لإصابتها بنوبة غثيان مصاحب بألم شديد.
وبحسب تحقيقات النيابة مع أسرة الضحية، الذين أكدوا أنهم حالوا إسعافها بنقلها إلى المستشفى في قرية فاو قبلي التي لا تبعد سوى 7 كيلو مترات من القرية، فرفضت الذهاب إليها وقالت «أنا مش عايزة اموت بكورونا والموت بالصبغة أحسن منها»، معللة أن المستشفيات بها عدوى كورونا، رغم محاولات أسرتها إقناعها أن تذهب إلى المستشفى، خاصة مع تأخر الوقت وعدم توافر عيادات أطباء خاصة، ولكنها أيضا رفضت.
وتابعوا بحسب قولهم، في التحقيقات إنها طلبت زجاجة كولا ومطهرا معويا وأنها «هتبقى كويسة»، وواصلوا «بالفعل طرقنا أحد أبواب أصحاب البقالة وجلبنا لها الكولا ووجدنا مطهرا معويا، وتناولتهم، ولكن حالتها ازادت سوءا وصباح اليوم فارقت الحياة على سريرها داخل المنزل وتوفيت بسبب التسمم الذي أصابها، ليكون قدر الله هو الغالب».
وقال مصدر طبي مسئول في إدارة دشنا الصحية، إن مفتش الصحة وقع الكشف على الضحية، وسط حضور الأجهزة الأمنية بالمحافظة، وكتب في تقريره، أنها توفيت نتيجة تناولها مواد كيماوية مجهولة، وتم تسليم التقرير للنيابة العامة.
كانت ربة منزل لقيت مصرعها، متأثرة بإصابتها بحالة تسمم في بمركز دشنا، وتلقى اللواء محمد أبو المجد، مساعد وزير الداخلية لأمن قنا، إخطارا يفيد بمصرع «شريفة .م.ك» ربة منزل، 37 سنة، ولديها ولدين أحدهما 14 عاما والآخر 17 عاما، بعد إصابتها بحالة تسمم.
وكشفت تحريات المباحث أن الضحية تناولت مادة «صبغة يود» عن طريق الخطأ، ورفضت الذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج بسبب خشيتها من إصابتها بكورونا، وتناولت علاجا عبارة عن مطهر معوي من صيدلية، ولكن لم تفلح محاولة علاجها حتى توفيت نتيجة تسمم.
حرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لتتولى التحقيق.