في عز البرد.. «جدة» وأطفالها الـ3 يعيشون فوق كوبري المرج: الحضن بيدفي

كتب: مها طايع

في عز البرد.. «جدة» وأطفالها الـ3 يعيشون فوق كوبري المرج: الحضن بيدفي

في عز البرد.. «جدة» وأطفالها الـ3 يعيشون فوق كوبري المرج: الحضن بيدفي

لا يملك الصغيران بطانية ولا يرتديان ملابس ثقيلة تحميهما من ليالٍ الشتاء شديدة البرودة، فكلما اشتد الطقس في قسوته كلما اقتربا الطفلان إلى بعضهما يحاولان اكتساب الدفء من احتضانهما لبعض، هذا المشهد المأساوي جزء من حياة «نجوى» 4 سنوات، وابن شقيقتها الكبرى «بحيري» 5 أعوام، ويجلسان لـ 12 ساعة يومياً، فوق كوبري المرج بصحبة الجدة «شيرين» يواجهون جميعاً الأمطار والطقس القارس.

الحضن بيدفي

تتكون أسرة شيرين عبدالرحيم 38 عاماً، من 5 أبناء «دنيا 23 عاماً، محمود 19 عاماً، أدهم 13 عاماً، نجوى 4 سنوات، رحيم سنة» وحفيدها «بحيري أحمد» ويبلغ 5 أعوام، وتصطحب يومياً من 10 صباحاً حتى 10 مساءً طفليها الصغيرين وحفيدها إلى كوبري المشاة بمنطقة المرج، وتعيش الأسرة فوق هذا الكوبري بإقامة شبة كاملة، ولا يملكون سوى بطانية واحدة ممزقة وقديمة تبرع بها السكان لهم ويجلسون فوقها حمايتهم من صقيع الأرض: «رحيم ودنيا لما بيكون الجو ساقعة عليهم بيحضنوا بعض ويناموا عشان يدفوا من الساقعة أما الولدين الصغيرين فباخدهم في حضني أنا وبدفيهم وربنا بيهون علينا الوقت»، بحسب «شيرين».

واقرأ أيضاً.. أب وأولاده ينامون على "صالون قديم" في الشارع

تمرّ ساعات البرد على الطفلين بصعوبة شديدة، ويحاولان الاحتماء من هذا الطقس بتضيق المسافات بينهما، إلا أن جسدهما الصغير والهذيل لا يساعدهما على التدفئة جيداً، لكنهما يضطران للجلوس لمواجهة هذا الصقيع بصحبة «شيرين» والتي تحكي: «أنا اللي بصرف على البيت وبنتي بتسيب لي ابنها وأنا معايا عيالي وجوزي راجل أرزقي مش دايماً بيلاقي شغل فبعمل الفرشة بتاعت المناديل والحاجات البلاستيك واقعد ابيعها وربنا بيرزق والعيال بيقعدوا جنبي ولما بيسقعوا يحضنوا بعض كده وهما مش أغراب عن بعض ده البنت وده ابن أختها الكبيرة».

 

أقرأ أيضاً..  بعد نشر قصته في «الوطن»: عم أحمد يحصل على شقة

الطبخ فوق الكوبري

وتختار «شيرين» كوبري المرج، بسبب أعداد المارة الكثيرون الذين يعبرون الكوبري: «الشتاء بياكل في عضمي أنا والعيال بس هنعمل ايه لو مخرجناش لأكل عيشنا ممكن منلاقيش ناكل في أي يوم»، وتعيش «شيرين» بشقة قريبة من الكوبري، إلا أنها غير مؤهلة ومجهزة للعيش بأدمية أيضاً: «البيت مفيهوش أي عفش كل حاجة بيعينها عشان لما بنتزنق بنبيع وقاعدين أنا والعيال وأبوهم على البطاطين»، وتضطر إلى إعداد الطعام على الكوبري أيضاً، فهي تصحطب معها بوتجاز صغير شعلة واحدة وتقوم بإعداد وجبات بسيطة أو تصنع أكواب شاي للتدفئة.


مواضيع متعلقة