الفلبين تصنع أزمة جديدة في صناعة السيارات بفرض رسوم جمركية مؤقتة

كتب: أمير مسعد

الفلبين تصنع أزمة جديدة في صناعة السيارات بفرض رسوم جمركية مؤقتة

الفلبين تصنع أزمة جديدة في صناعة السيارات بفرض رسوم جمركية مؤقتة

بينما تستعد الفلبين لسن إجراءات وقائية على السيارات هذا الأسبوع، فى محاولة لحماية الأعمال التجارية المحلية، اضطر صانعو السيارات لتعطل كبير فى سلاسل التوريد والإنتاج بسبب أزمة الرقائق الإلكترونية التى ضربت صناعة السيارات العالمية.

وأعلن وزير التجارة والصناعة الفلبينى، دامون لوينز، هذا الشهر أن بلاده ستبدأ فى فرض تعريفة جمركية جديدة تقدربـ 70 ألف بيزو على سيارات الركاب، و110 آلاف بيزو على السيارات التجارية الخفيفة.

وقال «الإجراءات الوقائية المؤقتة _ التعريفة الجمركية_ ستوفر متنفسا للصناعة المحلية التى تواجه زيادة فى استيراد العلامات التجارية المنافسة»، مضيفا أن التعريفة الجمركية الجديدة ستستمر لمدة 200 يوم، ويمكن أن تتغير فى النطاق والمدة بعد تحقيق رسمى من قبل لجنة الضرائب الفلبينية.

وفى المقابل ذكرت «NIKKE Asia»، أن مجموعة ضغط كبيرة رائدة فى الصناعة وشركات مثل تويوتا موتورز، اللاعب الرئيسى فى الفلبين، أعربوا عن قلقهم من أن الرسوم الجمركية ستضر بصناعة السيارات الفلبينية، والتى تعتمد بشكل كبير على السيارات المستوردة، ومع ذلك فإن الفلبين حريصة على تعزيز إنتاج السيارات المحلية التى تعرضت إلى ضربة كبيرة من دفع جنوب شرق آسيا نحو التجارة الحرة.

الجدير بالذكر أن منظمة التجارة العالمية تسمح للدول بسن هذه الإجراءات عندما تهدد الزيادة السريعة فى الواردات بإلحاق أضرار جسيمة بالصناعة المحلية، حيث زادت واردات سيارات الركاب فى الفلبين بمعدل 35% سنويا من 2014 الى 2018، وفقا لوزارة التجارة و الصناعة الفلبينية.

وزادت واردات المركبات التجارية الخفيفة إلى مايقرب من 15 أضعاف الإنتاج المحلى، كما زاد العجز التجارى الإجمالى فى الفلبين، حيث وصل إلى مستوى قياسى بلغ 43,5 مليار دولار فى عام 2018.

يذكر أن الزيادة فى الواردات ترجع إلى دفع إقليمى نحو التجارة الحرة، وبدأت رابطة دول جنوب شرق آسيا العمل نحو كتلة تجارة حرة بموجب اتفاقية دخلت حيز التنفيذ فى عام 1993، وتعهدت الفلبين بتخفيض الرسوم الجمركية تدريجيا على السيارات بداية من 40%.

ومع انخفاض التعريفة الجمركية، بدأ صانعو السيارات الذين قاموا بتجميع السيارات فى الفلبين، فى استيراد السيارات من تايلاند، وشكلت السيارات المستوردة 14% من السيارات المباعة فى الفلبين فى عام 2002، وتشكل الآن أكثر من 70% من مبيعات السيارات الجديدة.

وفى غياب التعريفة الجمركية على السيارات المستوردة، وبدون وجود قطاع صناعى قوى فى الخلف، خسرت صناعة السيارات الفلبينية الكثير من الاستثمارات.

حيث توقفت شركة «Isuzu Motors»، عن إنتاج «4D-MAX»، فى الفلبين فى عام 2019، بينما أغلقت شركة هوندا موتورز، مصنع تجميع فى مارس 2020، وتحولت الشركتان منذ ذلك الحين إلى استيراد السيارات من تايلاند.


مواضيع متعلقة