«البيع مجانا لمرضى السرطان».. شعار صاحب كشك في شبرا: الأجر على الله
«البيع مجانا لمرضى السرطان».. شعار صاحب كشك في شبرا: الأجر على الله
«سيماهم في وجوههم» هي أصدق تعبير تراه بمجرد أن تقترب خطوات تلو الأخرى بجوار كشك بأحد مناطق شبرا الخيمة، تفوح منه رائحة عطرة وكأنها قطعة من الجنة، يقتلك الفضول للاقتراب منه رويدا رويدا حتى تلمح شابا عشرينيا يستقبل زبائنه بوجه بشوش؛ وكأن الملائكة تطوف حوله مهللين بتجارته الرابحة وصدقته الجارية مع الرحمن.
ما أن تصل للشاب وترى عددا كبيرا من الأفراد يصطفون حول الكشك ولسان حالهم الدعاء لهذا الشاب قائلين «ربنا يكرمه بالخير يارب» وآخرون يضيفون «ربنا يرزقه ويفرح قلبه» لتنتابك الدهشة وتحاوطك مجموعة من الأسئلة في مقدمتها ما السمة المميزة لهذا الكشك عن غيره؟
لم تترك الحيرة تراودك أكثر من ذلك فتذهب بلا تردد لاكتشاف المجهول وسر هذا الكشك الغريب، وتلتقي بالشاب فتجده خجولا يرفض حتى ذكر اسمه وعند سؤاله عن سر تجمع الأهالي والدعوات التي تملأ الأصداء تجده يروي بصعوبة السبب ويزيح الستار عن السر.
يقول الشاب في حديثه لـ«لوطن»، أثناء مزاولة عمله ببشاشة لا تختفي عن وجنتيه قائلا إنه فتح هذا الكشك منذ فترة وجعله مواجها لأطفال مستشفى 57357 ويبيع يوميا المشروبات والحلوى للأطفال المصابون بمرض السرطان وذويهم بـ«المجان»، معقبأ «بديهم الكيك والعصاير ببلاش كفاية عليهم المواصلات والسفر فأكيد مش هيستحملوا كمان تمن الحاجات الحلوة لعيالهم.. وحسابي عند ربنا».
لا تجد ما تفعله بعد سماع كلمات هذا الشاب التي تنزل على مسامعك بطمأنينة وسلام نفسي، ذاك الشاب الذي رفع شعار «التجارة مع الله» فتجد نفسك تمدحه بكلمات لا تعد ولا تحصى، وتبارك في رجولته وشهامته التي كادت تندثر في عصرنا، وترسل سيلا من الدعوات لأعماله الخيرة ونشأته السوية القويمة، وأن تكون في ميزان حسناته حتى قيام الساعة.
