"بلد المواويل" تبكي أبناءها.. شهيد بيد إسرائيل والباقون غدرا بالإرهاب
"بلد المواويل" تبكي أبناءها.. شهيد بيد إسرائيل والباقون غدرا بالإرهاب
لم يكن غريبًا على تلك المدينة أن تحضر بقوة لتشارك في مقاومة مُحتلٍ غاصب، أو نظام فاسد، أو إرهاب أسود، لا يجيد سوى تيتيم الأطفال وترميل الأزواج، أهلها الذين اشتهروا بالكرم لم يبخلوا على "البهية" بفلذات أكبادهم، لا يسعهم، لحظة الوداع، إلا طي صفحات أوجاعهم الماضية، وتنقية صدورهم، وإعدادها لإستقبال آلام فراق جديدة.
"سوهاج بلد المواويل"، تلك البقعة التي شيعت، خلال الأشهر القليلة الماضية، ما يُجاوز 10 شهداء دفعوا أرواحهم، إما لحماية أحد أقسام الشرطة أو مديرية الأمن أو كمين يستهدف أمن المواطنين، كانت البداية مع ابن سوهاج المجند "حمدي رضوان"، الذي فوجئ صبيحة يوم 24 أغسطس 2013، بهجوم على كمين للجيش بالإسماعيلية، ما أدى إلى استشهاده متأثرًا بجراحه، وها هي قرية "المدمر" بالمحافظة تستقبل، في 27 سبتمبر 2013، جثمان الشهيد الرائد أحمد أبو الدهب، الضابط بشرطة نجدة الجيزة، والذي استشهد متأثرًا بإصابته أثناء مطاردته لتشكيل عصابي، كان يحاول سرقة إحدى الفتيات بالإكراه، ثم يأتي دور الشهيد الملازم أول أحمد رضوان عبد الجواد أبو دومة، الضابط بمديرية أمن الإسماعيلية، بقوة مباحث قسم ثالث، ليودعه كل أهله بدموع حارة، بعد استشهاده على يد خارجين عن القانون أثناء تواجده بخدمته بأحد الأكمنة بدائرة القسم.
وفي يوم 28 يناير 2014، يكتب القدر نهاية "ابن طما" الشهيد اللواء محمد السعيد، مدير المكتب الفني لوزير الداخلية، والذي لقى ربه إثر إطلاق مسلحين النار عليه فور خروجه من منزله بالطالبية، ثم تأتي عملية إرهابية تعصف بكمين مسطرد، في 15 مارس 2014، لتكتب شهادة 4 من أبناء سوهاج هم عبد الرحمن محمود، وبسام السيد، ومحمد السيد وأحمد عبد الحميد، الذين ينتمون إلى مركز جرجا بالمحافظة.
المشهد الختامي كان من الكيلو 100 الحدودي بالقرب من منطقة "الفرافرة" بالوادي الجديد، حيث قام عدد من الإرهابيين، قبل دقائق من إفطار، أمس، 20 رمضان، بمهاجمة قوات حرس الحدود المتمركزة بالمنطقة، ما أدى إلى استشهاد 21 مجندًا من بينهم الشهيد بطرس صابر عيسى بطرس، ابن مركز "العسيرات" بمحافظة سوهاج، ليأتي العيد مخلوطًا بالأحزان على أهل بلد، كتب القدر عليها المعاناة.
لم يكن "بطرس" هو الأول من أبناء سوهاج، الذين لقوا الشهادة صائمين في نهار رمضان، بل سبقه إليها الشهيد مجند أحمد جلال، في شهر أغسطس 2011، على يد قوات تابعة للجيش الإسرائيلي، ليكون لهم كلمة الافتتاح في مشوار الجحيم، الذي لقاه أبناء سوهاج، إلا أنهم تنحوا عنه، وقرروا تركه لتلك الجماعات الإرهابية، التي تستتر خلف الدين، لتستكمل مسيرتهم.