«جو بايدن» والملفات العالقة
- الأطفال المرضى
- التقاط الصور
- الفنانة الشابة
- الفنانة دينا
- دراما رمضان
- دلال عبد العزيز
- سرطان الأطفال
- علاج سرطان
- عمرو يوسف
- أعمال
- الأطفال المرضى
- التقاط الصور
- الفنانة الشابة
- الفنانة دينا
- دراما رمضان
- دلال عبد العزيز
- سرطان الأطفال
- علاج سرطان
- عمرو يوسف
- أعمال
ثمة ما يجرى فى الكواليس السياسية المتعلقة بالملف الفلسطينى لتحريك المياه الراكدة، منذ تعثر المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ومن ثم توقفها، بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية وما اتخذه من قرارات خطيرة خلال فترة حكمه، وما سببه من ضرر بالغ بالقضية الفلسطينية أفضى إلى تراجعها وانهيار فرص السلام العادل والشامل الذى أقرته الشرعية الدولية.
دعوة الرئيس الفلسطينى محمود عباس للانتخابات على ثلاث مراحل؛ التشريعية والرئاسية والمجلس الوطنى، كانت كاشفة بما تمر به القضية الفلسطينية، فطوال المرحلة السابقة كانت الأمور تتجه نحو الأسوأ خاصة فى عهد ترامب الذى استهل الحكم بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، فكانت نتيجة الاعتراف، انتكاسة تضاف إلى رصيد الانتكاسات المتتالية التى واجهت الفلسطينيين خارجياً وداخلياً، وهو ما أوصل الفلسطينيين إلى مرحلة متدنية من الضعف والتشرذم، فمن ناحية كانت حركة حماس تسوّف وتماطل فى موضوع المصالحة والانتخابات، ومن ناحية أخرى كانت إسرائيل تغذى الانقسام الفلسطينى وتعزز تعميقه، مضافاً إليه التوسع الاستيطانى الذى لم يتوقف لحظة، فضلاً عن إقامة بعض الدول العربية علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
قبيل تنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة خلفاً لترامب، صار من الضرورى تقديم خطط ومراجعات عربية بشكل عام، وفلسطينية بشكل خاص للإدارة الجديدة، لإحياء عملية السلام التى توقفت منذ سنوات وإزاحة التراب عنها، لذا فإن التحركات العربية الفلسطينية فى الآونة الأخيرة تدلل على أن ثمة أموراً تحدث، لإحياء ملف القضية الفلسطينية حيث تتجه الأنظار نحو ساكن البيت الأبيض، أملاً فى حلحلة الوضع المجمد وتغيير الأوضاع السياسية التى أفرزتها فترة حكم ترامب، وحتى يحدث ذلك فلابد من اتفاق على أجندة عمل مشتركة بين الفلسطينيين والدول المعنية مثل مصر والأردن، ومن هذا المنطلق لم يكن الهدف وراء زيارة رئيسى جهازى المخابرات العامة المصرية والأردنية إلى رام الله ولقاء الرئيس محمود عباس مقتصراً على بحث ملف الانتخابات الفلسطينية التى أعلن عنها أبومازن مؤخراً، وإنما إلى بحث ملفات أخرى مهمة ذات طابع محاط بالسرية!.
لقد بدأت تحركات القاهرة باجتماع لوزراء خارجية السلطة الفلسطينية ومصر والأردن، تلاه لقاء مشترك بين الرئيس عباس والرئيس عبدالفتاح السيسى، ثم انعقاد الاجتماع الأخير لوزراء خارجية «مجموعة ميونخ» التى تضم مصر والأردن وفرنسا وألمانيا فى القاهرة، وبعدها تحركات على مستوى مسئولى أجهزة المخابرات التى جمعت بين اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات المصرى، واللواء أحمد حسنى رئيس المخابرات الأردنى، ومدير جهاز المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج، لبحث الملفات ذات الطابع السرى، كما قيل عنها، ويبدو أن تلك اللقاءات جاءت بالتنسيق مع فرنسا وألمانيا، حيث يدور الحديث عن تنسيق ثلاثى عربى يشمل مصر والأردن وفلسطين لتحديد موقف موحد تجاه العملية السياسية، لطرحها على الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن الذى تقلد الحكم للتو فى البيت الأبيض، ومن الأفضل فى هذه الحالة أن يكون هناك تصور واضح ووجهة نظر محددة تحظى بتوافق الأطراف العربية ذات الصلة بالملف الفلسطينى لطرحها على سيد البيت الأبيض، على أمل أن يضع الرجل ملف الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى على سلم أولوياته.
القيادة الفلسطينية آثرت التعاون مع القاهرة وعمّان ورحبت بالتنسيق على التحركات السياسية المنتظرة بحكم علاقتهما الدبلوماسية مع تل أبيب، لكنها لم ترغب فى توسيع دائرة التنسيق مع أطراف أخرى، فرفضت أن يدخل على الخط الدول العربية التى أبرمت اتفاقات تطبيع مجانية مع إسرائيل مؤخراً، لعدم ملاءمة سياساتها الخارجية والطموح الفلسطينى، وبسبب عملهم بعيداً عن التوافق العربى، وربما يكون لدخول فرنسا وألمانيا فى هذا التنسيق أثر داعم ومهم فى تحديد الأولويات والسياسات المستقبلية المطروحة على جدول أعمال الدول الثلاث، خاصة أن هناك تقليداً قديماً فى البيت الأبيض يقوم على استضافته فى بدايات حكم الرئيس الجديد زعماء عرب للتباحث فى ملفات السياسة الخارجية الأمريكية، وبالعادة يكون ملك الأردن من أوائل الزعماء العرب الذين يصلون واشنطن.
الأنظار تتطلع إلى الإدارة الأمريكية الجديدة بعد عودة الديمقراطيين للحكم، غير أنه من المبكر التفاؤل فيما قد ينتهجه بايدن فى سياسته مع ملفات الشرق الأوسط، ونحن نعلم جيداً أنه شغل سابقاً منصب نائب رئيس الولايات المتحدة إبان حكم الرئيس باراك أوباما ويسير على خطاه، كما من غير المتوقع أن يلغى بايدن القرارات التى اتخذها ترامب الخاصة بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لكن أصبح من الضرورى أن تتحرك الدول العربية المعنية والقيادة الفلسطينية لبحث ما توقف لإنهاء الحالة الضبابية فى الملف الفلسطينى، فلم يعد مقبولاً أن تستمر الأوضاع السياسية والأمنية على ما هى عليه، إلى ما لا نهاية!.