الوجه الآخر لـ«بايدن» المتدين.. ثاني رئيس أمريكي كاثوليكي منذ 58 عاما

كتب: محمد علي حسن

الوجه الآخر لـ«بايدن» المتدين.. ثاني رئيس أمريكي كاثوليكي منذ 58 عاما

الوجه الآخر لـ«بايدن» المتدين.. ثاني رئيس أمريكي كاثوليكي منذ 58 عاما

حضر الرئيس الأمريكي المُنتخب، جو بايدن، القداس داخل كنيسة القديس ماثيو، في يوم تنصيبه، وهي كنيسة لها طابع خاص، حيث أنها احتضنت لحظات مهمة كثيرة، زارها البابا فرانسيس، إلى الولايات المتحدة في عام 2015.

وكان بايدن، توجه إلى الكنيسة صباح قبل الانتخابات الأمريكية، وزار قبر ابنه المتوفى، بو بايدن، في مؤشر إضافي على مدى اهتمام الرجل باتباع التقاليد الكاثوليكية. 

وفي دورة انتخابية لعب فيها الدين دورا كبيرا، اختارت حملة بايدن شعار «استعادة روح أمريكا»، كنوع من التشديد على «تقوى» المرشح الرئاسي السبعيني، بحسب «بي بي سي»

وكتبت الصحافة الأمريكية، كثيرا من المقالات خلال الأشهر الماضية، عن اهتمام بايدن الكبير بممارسة الشعائر الدينية، سواء فيما يخص الصلاة، كما أنه ظهر مرات كثيرة برفقة مسبحة في يديه، بحسب سي إن إن.

في المقابل، واجه بايدن انتقادات في أوساط الكاثوليك، لأنه من أنصار ما يعرف بـ«الخيار الحرّ»، أي عدم تجريم الاجهاض.

وذلك برأي بعض الكاثوليك في الولايات المتحدة، خيانة للعقيدة، إذ أنّ الكنيسة الكاثوليكية من أبرز المناهضين للاجهاض، وتعدّه قتلاً.

ويرى آخرون أن سياسات المرشح عن الحزب الديمقراطي ستكون أكثر رأفة عندما يتعلق الأمر بالخيارات الاقتصادية والعنصرية والهجرة والضرائب وحكم الإعدام والخطط الصحية، بحسب شبكة فوكس نيوز.

ولكن، بحسب دراسة لمعهد بيو للأبحاث، فإن الأصوات الكاثوليكية لا تميل لصالح بايدن بحدّة، بل تنقسم بالمناصفة تقريبا، بينه وبين منافسه الرئيس الحالي دونالد ترامب.

وفي عام 1960، قال جون كينيدي في إحدى جولاته الانتخابية، أمام حشد من الناخبين البروتستانت: «أنا مرشح الديمقراطيين لرئاسة الجمهورية، الذي صادف أنه كاثوليكي، أنا لا أنطق باسم كنيستي في الشؤون العامة، وكنيستي لا تنطق باسمي».

كان فوز كينيدي أشبه بالإعلان عن تراجع الانحياز السلبي ضد المرشحين الكاثوليك، ويعود ذلك إلى اعتقاد ساد بأن فوز مرشح كاثوليكي بالرئاسة، سيعني تدخّل الكنيسة وتحديدا بابوية الفاتيكان بشكل مباشر في شؤون السياسة الأمريكية، وأن الرئيس الأمريكي سيضطر في بعض المحطات إلى الاختيار بين ولائه لديانته وولائه لوطنه.

وتراجع ذلك الانحياز ضد الكاثوليك عموما في الستينيات، عما كان عليه في مطلع القرن الماضي، ولكنه كان لا يزال عقبة في وجه كينيدي.

ومن جهة، استخدم خصم كينيدي المرشح الجمهوري حينها ريتشارد نيكسون، الشعور المناهض للكاثوليك، لتحفيز الناخبين لصالحه، بدعم من المبشر الإنجيلي الشهير بيلي جراهام، بحسب كتاب شون كايسي.

وتلقى كينيدي آلاف الرسائل من ناخبين ديمقراطيين عبروا عن ترددهم في انتخابه، بسبب مذهبه، وفي ذلك الحين، اضطر كينيدي إلى شراء نصف ساعة من البثّ التلفزيوني، لمخاطبة الناخبين في ولاية ويست فيرجينيا، ليؤكد لهم إيمانه بقيم الدستور الأمريكي لناحية الفصل الكامل بين الكنيسة والدولة.

كانت إحدى نظريات المؤامرة الشائعة حول اغتيال كينيدي عام 1963، أن الهدف كان إزاحة الرئيس الكاثوليكي الأول عن الحكم.


مواضيع متعلقة