شقيقان يتركان المدرسة ويبيعان الكمامات لمساعدة أسرتهما بالإسماعيلية

شقيقان يتركان المدرسة ويبيعان الكمامات لمساعدة أسرتهما بالإسماعيلية
- الإسماعيلية
- كورونا
- محافظ الإسماعيلية
- السيسي
- التضامن الاجتماعي
- الإسماعيلية
- كورونا
- محافظ الإسماعيلية
- السيسي
- التضامن الاجتماعي
رغم درجات الحرارة القارسة، اعتاد «أحمد» وشقيقه «سيد» على الخروج إلى الشارع في الصباح الباكر يومياً، لممارسة عملهما في بيع الكمامات للمارة في شوارع الإسماعيلية، رغم سنهما الصغير، إلا أن ظروف والدهما وحاجة المنزل وشقيقاتهما البنات، دفعتهما لتحمل المسئولية مبكراً.
الطفل الأصغر «سيد علاء»، البالغ من العمر 9 سنوات يضع كمامة على وجهه، تبدو من أثار الغبار عليها أنه يستخدمها لأيام، بينما يتنقل شقيقه الأكبر «أحمد»، 11 سنة، بين السيارات، مردداً: «عاوز كمامة يا بيه؟».
يبدو من حركة الطفل «أحمد» البطيئة بين السيارات أنه يعاني مشكلة ما في إحدى قدميه، بسبب حادث سير تعرض له قبل عدة سنوات، ويحتاج إلى تدخل جراحي عاجل لإنقاذ قدمه.
تحدث الطفل لـ«الوطن» قائلاً إن والده مصاب بمرض في الرئة، كما يعاني أزمات صحية مختلفة، أثرت عليه وأصبح غير قادر على العمل وتحمل أعباء الحياة، وتابع بقوله: «باطلع كل يوم أبيع أي حاجة، علشان أساعد أبويا، ودلوقتي بأبيع كمامات علشان أروح أجيب أكل للبيت».
لم يكمل الطفل حديثه، حين نادى عليه أحد المواطنين لشراء كمامة، فقفز إليه مسرعاً قبل أن يعود فرحاً بـ5 جنيهات تحصل عليها، قد تساعده في شراء احتياجات المنزل، واستكمل حديثه بقوله: «أنا ما بقفش أشحت حاجة من حد، أنا بأحب أشتغل لأني راجل، لكن أنا تعبت، ونفسي أدخل مدرسة واتعلم أقرا وأكتب».
لم يلتحق الطفل بالمدرسة، بسبب ظروف أسرته الاجتماعية، حتى شقيقته الكبرى، بعد زواجها بفترة قليلة، انفصلت عن زوجها وعادة لتعيش مع أبيها وإخوتها مرة أخرى، ولكن هذه المرة عادت مع طفلها الرضيع.
وتحدث «أحمد» عن إصابته في ساقه بقوله: «تعرضت لحادثة علي الطريق من فترة، وركبت شرائح ومسامير في رجلي، لكن بقالي فترة بأعاني، ومحتاج لعملية تانية في أسرع وقت».
ولم تختلف طفولة «أحمد» عن شقيقه الأصغر «سيد»، إلا أن الأخير، رغم ظروف الصعبة لأسرته، يحاول تقبل الحياة فقط لإسعاد والده، وتحدث الطفل ذو الـ9 سنوات قائلاً إن لديه 4 أخوات بنات، اثنتان تزوجتا، وانفصلت إحداهما عن زوجها، بينما الأختين الأخريين مازالتا طفلتين في عمر يقارب لعمره.
وتابع «سيد» بقوله: «اخواتي البنات بردو خرجوا من المدرسة، بسبب عدم وجود مصدر دخل لأبويا»، وتابع بعد أن توقف عن الكلام للحظة: «نفسي أرجع المدرسة تاني».
وبحسب أوراق تحصلت عليها «الوطن»، فإن الأب «علاء إبراهيم مسلم»، يقيم بناحية عزبة «أبو نصر الله »،التابعة لمنطقة «أبو بلح»، بدائرة مركز ومدينة الإسماعيلية، يعاني من صديد على الرئة، لم يعالج منه منذ عام 2010.
وتحدث لـ«الوطن» قائلاً: «كنت بأعمل في الخردة على مدار سنين، إلى أن أصبت بمرض في الرئة تسبب لي في مشاكل صحية كبيرة، ولم أستطع العمل بعدها»، ولم يوفر الحظ لعلاء وظيفة ثابتة أو معاش دائم، رغم احتياج أسرته الشديد له في هذه الفترة، واختتم بقوله: «نفسي في مصدر دخل لأولادي، ونفسي أعمل العملية علشان أقدر أتنفس وأتحرك بشكل طبيعي زي الأول».