يفدي أمه بروحه.. قصة ممرض أنقذ والدته وشقيقه قبل وفاته بكورونا

يفدي أمه بروحه.. قصة ممرض أنقذ والدته وشقيقه قبل وفاته بكورونا
- الفيوم
- منعم
- فدى والدته بعمره
- كورونا
- ممرض قسم العزل
- عزل التأمين الصحي
- التأمين الصحي
- الفيوم
- منعم
- فدى والدته بعمره
- كورونا
- ممرض قسم العزل
- عزل التأمين الصحي
- التأمين الصحي
لم تتوقف دموع «الحاجة أم عماد»، والدة الشاب «عبد المنعم أحمد محمود مطلوب»، الممرض صاحب الـ36 عاماً، وهي تتحدث عن ابنها، الذي ضحى بحياته، وتطوّع لخدمة المصابين بفيروس كورونا، لرعاية والدته وشقيقه الأكبر «عماد»، بعد إصابتهما بالفيروس اللعين، أثناء احتجازهما في عزل مستشفى التأمين الصحي بالفيوم.
تحدثت الأم لـ«الوطن» عن أحلام ابنها، الذي خطفه الموت قبل أن يتمكن من تحقيقها، مشيرةً إلى أنه كان في إجازة من عمله، للمذاكرة والاستعداد لأداء الامتحانات في الصف الثالث الثانوي، حيث كان يحلم بالالتحاق بكلية الطب، وكان يقضي معظم وقته في إعداد نفسه لتحقيق ذلك الحلم.
وبينما تنهمر الدموع من عينيها، وتتقطع أنفاسها من شدة البكاء، أوضحت أنّ ابنها الكبير «عماد» أُصيب بفيروس كورونا، ثم انتقلت العدوى إليها أيضاً، وتم نقلهما إلى قسم العزل بمستشفى التأمين الصحي، وعندما علم «عبد المنعم» بإصابتهما، قطع إجازته، وطلب نقله من العمل بالوحدة الصحية التي يعمل بها في إحدى القرى المجاورة، للعمل في خدمة مصابي كورونا في عزل التأمين الصحي بالفيوم، ليكون بجانب والدته، وبالفعل تمت الموافقة على تطوعه، وكان يقضي وقته كله في خدمة المرضى، وبينهم أمه وشقيقه.
https://www.facebook.com/ElWatanNews/videos/159067305759063/
وأضافت الأم الثكلى أنّ «منعم» كان حريصاً على أن تتناول طعامها وأدويتها في وقتها، ثم يتركها ليراعي باقي المرضى، من ضمنهم مريضة تجاوزت الـ70 من عمرها، وشُفيت تماماً من ذلك الفيروس، مشيرةً إلى أن ابنها «عماد» شُفي أولاً وخرج من المستشفى، ثم خرجت هي الأخرى بعده بأيام، أما «منعم» فقد رفض أن يلغي تطوعه ويعود لإجازته، واستمر في عمله بالمستشفى، وعندما كان يأتي إلى القرية، يحرص على زيارة المصابين الذين يخضعون للعزل المنزلي، لمتابعة حالاتهم وتلبية احتياجاتهم، سواء في قريته أو القرى المجاورة.
وكشفت أنّها حاولت كثيراً أن تمنعه من الاستمرار في رعاية مرضى كورونا، لكن «منعم» كان يرفض بشدة، ويقول لها: «متقلقيش عليا أنا أسد يا أمي، مش هيجرا لي حاجة»، وفي هذه اللحظة انهمرت دموعها، وقالت إنها حتى الآن لا تصدق خبر وفاته، وتدعو الله أن يرده إليها، وعندما يخبروها بأنّه مات ولن يعود مرة أخرى، تدعو الله أن يأخذها، لترقد بجوار ابنها في قبره، ولا تتركه وحيداً.
وأشارت إلى أنّها فوجئت بنجلها الأكبر«عماد» يخبرها بأنّ شقيقه الأصغر «منعم» أُصيب بكورونا، وكان يطلب منه ومن والده أن يحضروا له بعض الأدوية، حتى تدهورت حالته، وذهب إلى العزل بمستشفى التأمين الصحي، وتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي لمدة 4 أيام، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وأضافت أنّهم أخبروها بخبر وفاته عقب صلاة الفجر مباشرةً، مؤكدةً أنّه طلب منهم بعض الطعام والفاكهة قبل وفاته، وأكل وشرب كل ما كان يتمناه، وكانت تبدو عليه علامات الشهادة كلها، حتى أنّه حينما دفنوه كان وجهه كالبدر، ويبدو كأنه نائم وليس ميتاً، كما كان جسده دافئاً.
وتابعت أنّها تشعر بالقهرة على وفاته، وبالحزن على حال زوجته، التي تبلغ من العمر 25 سنة، وأطفاله الثلاثة، الذين أصبحوا أيتاماً وهم مازالوا في عمر الزهور، أكبرهم «مريم» 10 سنوات، و«عُبيدة» 3 سنوات، و«نور» عام واحد، ومهما فعلوا معهم فلن يعوضوهم عن والدهم، مشيرةً إلى أنّ الأطفال طوال الوقت يسألون جدهم عن والدهم، ولا يعرفون ماذا يقولون لهم.
واختتمت الأم بقولها إنّ كل المصابين الذين كانوا يخضعون للعلاج في العزل، كانوا يدعون لـ«منعم»، حيث أنّه كان يهتم بهم كثيراً، لدرجة أنّه بعد خروج والدته من العزل وعودتها إلى المنزل، كان يطلب منها هي وزوجته إعداد الطعام لمرضى العزل، ويأخذه معه ليوزعه عليهم في اليوم التالي، ولذلك كانوا يحبونه كثيراً ويدعون له، وأصبحوا أصدقاءً لهم منذ ذلك الوقت، مُطالبة الجميع بالدعاء لابنها بأن يتقبله الله من الشهداء.