خرافات مصرية لا يهزمها الزمن: العرقسوس يجلب الرزق والغراب يعالج لدغة الراء

كتب: محمد عبدالعزيز

خرافات مصرية لا يهزمها الزمن: العرقسوس يجلب الرزق والغراب يعالج لدغة الراء

خرافات مصرية لا يهزمها الزمن: العرقسوس يجلب الرزق والغراب يعالج لدغة الراء

منذ عشرات السنين، قبل ظهور الإنترنت والتقدم الهائل في التكنولوجيا وثورة الاتصالات، كان يعيش العديد من المصريين في النجوع والقرى، حياة بسيطة، يتخللها عادات وتقاليد، بعضها غريب ويصل إلى حد الخرافة، اعتقدوا حينها أنها ستحل لهم مشاكلهم، إذ ورثوها عن أبائهم وأجدادهم، وآمنوا بها وأصبحت جزءًا أصيلا من حياتهم، تناقلوها جيلًا بعد جيل، دون بحث أو تفكير، حتى ظلت تلك «الخرافات» قابعة متأصلة حتى الآن، خاصة في جنوب مصر.

لم يكن الأهالي، قديما على قدر كاف من الوعي، ولم ينتشر الطب في القرى والنجوع والكفور، عوضا عن أنهم لم يؤمنوا به، في ظل تسيّد الجهل وغياب فرص التعليم، إذ كانت تعالج الأمراض ببعض «الوصفات» المتوارثة، وكانوا يواجهون المشاكل المستعصية، بإجراءات وطقوس غريبة، يظنون أنها تقضي عليها من جذورها.

غراب «مشوي» ينهي مشاكل مخارج الحروف

يولد بعض الأطفال أحيانا، بلدغة في حرف «الراء»، ويتعرضون لسيل من السخرية عند نطق كلمات تحتوى على الراء، وللتخلص من تلك المشكلة، كان يعتقد البعض أن تناول طائر الغراب بعد شوائه، يقضي تماما على اللدغة، ويسعاد الطفل على التحدث بشكل سليم، دون أدنى مشكلة في الحروف.

وعادة «الغراب المشوي» متوارثة منذ الفراعنة، ومستمرة حتى الآن، في صعيد مصر، بحسب ما رواه ضياء عبد النبي، 30 عاما، من محافظة سوهاج، مؤكدا أنها حدثت معه عندما كان سنه 7 سنوات، ولا زال بعض الأهالي يؤمنون بها: «عمي قام باصطياد غراب، وتم تسويته، وأجبروني على أكله، وبعدها بعام تقريبا، أصبحت مخارج الحروف سلمية، لكن الجميع نسي حكاية الغراب».

اقرأ أيضا: عادة يومية تسبب أضرارا صحية بسبب التلفزيون والهاتف.. احذرها

الخضة.. و3 أعواد كبريت

التعرض للفزع أو الخضة، يفقد الجسم بعضا من السكريات، وفي الغالب تناول كوب من الماء مُحلى بالسكر، يعد الوسيلة الأبرز لتعويض الخلل، لكن توارثت الأجيال منذ قديم الأزل عادة غريبة لمواجهة تلك المشكلة، والأغرب أنها لا تزال مستخدمة حتى اللحظة.

يعتمد الأهالي في علاج الخضة، على إحضار نصف كوب من الماء، و3 أعواد من الكبريت، يشعل كل عود على حدته، ويقومون بإطفائه في المياه، ثم يتناولها الطفل، بحسب رواية محمد حجاج، 35 عاما، من محافظة الأقصر، إذ يؤكد أنه تربى على هذه العادة: «يتم إطفاء الـ3 أعواد في المياه، ثم يتناولها الطفل، كانوا يعتقدون أن تأثير الخضة سيذهب بعد شرب المياه، لكن عندما كبرت علمت أنها خرافة، وأن الأعواد تحتوي على مواد كبريتية، تضر بالصحة».

«خزي العين» بشراب قديم

شراء سيارة جديدة مثلا، دائما ما يلاحقه شعور بالخوف من الحسد، والاستعانة بتحصينها من العين، حيلة يلجأ إليها العديد، لكن واحدة من أشهر الخرافات المصرية القديمة، التي لا زالت تتوارث حتى الآن، هي وضع حذاء قديم كـ«ميدالية» داخل السيارة، أو شراب قديم.

عادة غير مفهومة أسبابها أو تأثيرها، لكن يفسر إبراهيم العراقي، من المنصورة، المغزى المراد منها: «نوع من أنواع لفت النظر على الشيء الجديد، مثل بيت أو سيارة، حتى يركز الناس على الشيء الغريب المعلق، حين يرون السيارة الجديدة».

«العرقسوس» لجلب الرزق

من باب التفائل وجلب الرزق، كان استخدام العرقسوس -نبات ينبت في مناطق مختلفة من العالم- أبرز وسيلة استعان بها القدماء لتحقيق الغرض، لكنها تلك العادة اختفت مع مرور الزمن.

يقول سامح الهاروني، 42 عاما، من منطقة الوراق بالجيزة: «دائما كنت أشارك عمي في العمل في محله، ورأيته مرة يقوم برش العرقسوس أمام المحل، سألته عن السبب، أجاب أنه من باب التفائل والرزق».

الحمل بـ«الخضة»

روت جدة «سامح» قبل وفاتها حكاية عاشتها قديما، إذ كان الاعتقاد السائد حينها أن السيدة التي مر عاما كاملا على زواجها ولم تحمل بعد، يضعونها فوق «مركب» صغير، ويطلقونه في النيل بعد منتصف الليل: «التواجد في قلب نهر النيل في هذا الوقت من الليل يصيب الشخص بالخوف والفزع، وهذا ما حدث مع جدتي، أصيبت بالخوف، وساعدها ذلك على حملها».


مواضيع متعلقة