هل يتجسد الجن أو الشياطين في القطط والكلاب والحية؟.. أزهريون يجيبون

هل يتجسد الجن أو الشياطين في القطط والكلاب والحية؟.. أزهريون يجيبون
قطة سوداء ذات عينين لامعتين، كلب يعوي في منتصف الليل بعرض الطريق، أفعى رقطاء تثير الذعر فى النفوس.. هكذا تعتبر الثقافة المصرية أن ظهور أي من هذه الحيوانات في ظروف غريبة ليلاً، يعني ظهور للجان، ورسخت الدراما المصرية هذا الاعتقاد سينمائياً وتلفزيونياً، وفتحت أمام المشاهد أبواب للتفكير في بعض الألغاز التي تطرحها وتتأرجح بين الخيال والحقيقة.
ظهر ذلك في عدة أعمال فنية مثل فيلمي «التعويذة» و«الأنس والجن»، ومسلسل «ونوس»، بالإضافة إلى «جمال الحريم»، الذي يعرض حالياً على قناة dmc ويتطرق إلى ذلك العالم الغامض الذي يزخر بأعمال والسحر والشعوذة وتسخير الجان.. «هل يتجسد الجن فى صورة حيوان؟».. سؤال يراود تفكير الناس بعد مشاهدة مسلسل «جمال الحريم» الذي يُعرض حاليا، وهو ما ترصد «الوطن» إجابته وتحديدا عن القطط والكلاب كما يلي:
القطط والجن
الشيخ الأزهري أحمد مدكور، بدأ حديثه لـ «الوطن»، بأن الإنسان يجب ألا يشغل نفسه بالقطط السوداء كونها تفتح بابا من الوسواس على نفسه، ونصح بأن يستعيذ بالله منها عند رؤيتها باللون الأسود.
وأوضح «مدكور»، أن الجن والشياطين لا يتمثلون في شكل القطط ولكن يتمثلون في الكلب فقط، مشيرا إلى أن القطط من الطوافين علينا والطوافات، فعن حُمَيدةَ ابنةِ عُبَيدِ بنِ رِفاعةَ، عن كَبْشةَ بنتِ كَعبِ بنِ مالكٍ، « أنَّ أَبَا قَتَادَةَ، دَخَلَ فَسَكَبَتْ لَهُ وَضُوءًا، فَجَاءَتْ هِرَّةٌ فَشَرِبَتْ مِنْهُ، فَأَصْغَى لَهَا الْإِنَاءَ حَتَّى شَرِبَتْ، قَالَتْ كَبْشَةُ: فَرَآنِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَتَعْجَبِينَ يَا ابْنَةَ أَخِي؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّهَا مِنَ الطَّوَّافِينَ عليكم والطوافات».
كما أن القطط من الحيوانات الأليفة الساكنة في المنازل والطرقات والأندية وأحيانا المساجد، بحسب وصف الشيخ الأزهري، وكذلك تخالط الناس سواء كان لونها أبيض أو أسود: «وذلك يعني أن كلام البعض عن أن الجن أو الشياطين متمثلة في القطط ليس له أساس من القرآن والسنة، إلا أن يمكن ويجوز للمسلم أن يستعيذ منها ومن كل حيوان أسود بقول (أعوذ بالله منك إن كنت جانا)».
وحذر «مدكور» من أذية الحيوانات حيث إن هناك حديث جاء فيه: «أن رجلا دخل الجنة لأنه سقى كلبا ودخلت امرأة النار لقطة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض»، أي أنه يجب على الإنسان ألا يؤذيها مهما حدث، ولكن إذا كانت قد تكون سببت ضررا أو تلفا بالمكان، في هذا الحال أن ما يفعله الشخص هو جعلها تكره المكان بأي وسيلة دون أن يضرها.
وإذا لم يستطع الشخص من جعلها تترك المكان يمكن جلبها معه في أي مكان آخر على أن يتأكد من هذا المنطقة تستطيع أن تأكل وتشرب: «لأنها روح والإنسان مؤتمن عليها ولا ترهق روحها مهما حدث»، وأكد «مدكور» أنه لا توجد حالات عن تجسيد الجن في القطط، حيث إن هذا الأمر غير صحيح ولا مجال للشك في ذلك: «لكن الكلب يتشبه الجن والشيطان به وعلينا الاستعاذة من الكلب الأسود».
الكلاب والجن
نصح «مدكور» أن الإنسان يجب الاستعاذة بالله من الكلب الأسود لأن الجن والشياطين يتشبه به، موضحا أن الكلب الأسود الذي لا تجد فيه أي لون آخر يشبه الشيطان بصفاته وأفعاله وتمرده، والله تعالى قال: «وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا».
ويتمثل الشيطان بالكلب الأسود كونه شبيه له كما أنه أكثر ضررا وتمردا فيما يقاس عليه: «أنه شيطان كلاب لا شيطان جن، لعدم نفعه، كون الجن يكون في الإنسان والحيوان ولا يمنع أن يتشكل الشيطان بصورة حيوان».
اتفق معه الشيخ الأزهري سعيد حسني، موضحا أنه لا يعني ذلك أن جميع الكلاب السوداء عبارة عن جن: «الجن إذا حب يتشكل على شكل كلب تكون صفته، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم (اقتلوا منها كل أسود بهيم)، يعنى شديد السواد، وفي رواية أخرى: (كل أسود بهيم ذو نقطتين بيضاوين فوق عينيه فهو شيطان)».
الحية والجن
وذكر العالم الأزهري سعيد حسني أن الجن يمكن أن يتشكل على هيئة حية، أو أن طبيعة خلقه تكون على هذا الشكل، لذلك يجب على الإنسان أن يقسم عليها بالله سواء كان حية أو كلب أسود من خلال قول « أقسمت عليك بالله أن تنصرف وألا تؤذيني ولا أؤذيك».
واستكمل حديثه بأنه سينصرف وإذا لم ينصرف إذا قتلته سيموت في هذا الوقت: «لأن طالما اتشكل بشيء بيكون سهل موته لأنه بيصبح شيئا ماديا وملموسا وممكن مسكه»، مشددا على ضرورة اتخاذ الحذر من قتله بدون سبب.
وسبق وذكرت دار الإفتاء المصرية وأكدت أن القواعد الفقهية المقررة شرعا أنه «لا ضرر ولا ضرار»، وأن «الضرر يزال» وأن «الضرر لا يزال بالضرر»، أي أن جعل الشرع حقا للإنسان أن يدفع ضرر الحيوانات المؤذية عن نفسه ما استطاع، ولو بقتلها إن لم يمنع ضررها إلا بقتلها.
وشرحت دار الإفتاء ردا على سؤال بشأن قتل الكلاب الضالة والعقورة التي تؤذي المواطنين أن الرسول صلى الله عليه وسلم نص على قتل الضار من الحيوانات: «خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم: الغراب، الحدأة، العقرب، الفأرة، والكلب العقور» متفق عليه، وزاد أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري: «السبع العادي»، وزاد ابن خزيمة وابن المنذر من حديث أبي هريرة: «الذئب، والنمر»، وجعلهما بعض العلماء تفسيرا للكلب العقور.
وأشارت الإفتاء إلى أنه إن كان الكلب غير مؤذ فالصواب أنه لا يجوز قتل ما لا ضرر فيه، لما رواه الإمام مسلم في صحيحه قال: «أمر رسول الله (صل الله عليه وآله وسلم) بقتل الكلاب ثم قال: ما بالهم وبال الكلاب!، ثم رخص في كلب الصيد وكلب الغنم»، ولعموم الأدلة الشرعية الدالة على وجوب الإحسان إلى الحيوان وعدم أذيته.